دراسة أسترالية تحذر من أضرار المشروبات الغازية الدايت
رغم أنها تقدم كخيارٍ “صحيّ” لمن يسعون إلى تقليل السعرات الحرارية، تُشير دراسة أسترالية حديثة إلى أن المشروبات الغازية الخالية من السكر قد لا تكون بالبراءة التي تبدو عليها، بل قد تُسهم في رفع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبةٍ تفوق حتى نظيراتها المحلّاة بالسكر.
ففي بحثٍ أجرته جامعة موناش الأسترالية عام 2025، ونشر في مجلة السكري والتمثيل الغذائي، تتبع العلماء أكثر من 36 ألف شخص بالغ على مدى نحو 14 عامًا، ليرصدوا علاقةً لافتة بين استهلاك المشروبات الغازية المحلّاة صناعيًا وزيادة خطر الإصابة بالسكري.
ووجدت الدراسة أن تناول علبة واحدة فقط يوميًا من مشروب غازي خالٍ من السكر ارتبط بارتفاع خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة 38% مقارنةً بمن نادرًا ما يتناولون هذه المشروبات، بينما بلغ الارتفاع 23% فقط لدى من يشربون المشروبات الغازية العادية يوميًا.
الأكثر إثارة للدهشة أن هذا الخطر المرتفع في مجموعة "الحمية" ظل قائمًا حتى بعد تعديل مؤشر كتلة الجسم (BMI) ونسبة الخصر إلى الورك، أي أن العلاقة لا ترتبط بزيادة الوزن فحسب، بل قد تنطوي على تأثيرات أيضية مباشرة، تشمل اضطراب توازن ميكروبيوم الأمعاء والتأثير في طريقة معالجة الجسم للجلوكوز.
وقال البروفيسور المشارك في الدراسة إن النتائج "تُشير إلى أن استبدال السكر بالمُحليات الصناعية لا يضمن الوقاية من أمراض التمثيل الغذائي، بل قد يُسهم في زيادة المخاطر إذا أُسيء استخدامه أو أُفرِط في تناوله"، داعيًا إلى مزيدٍ من الأبحاث لفهم الآليات الدقيقة وراء هذه التأثيرات.
تؤكد الدراسة أن اختيار مشروب “خالٍ من السكر” لا يُعفي بالضرورة من التأثيرات الصحية السلبية، وتُوصي بما يلي:
الماء أولًا: يبقى الخيار الأكثر أمانًا للترطيب. ويمكن تنكيهه بشرائح الفاكهة أو الأعشاب الطبيعية.
تجنب الإفراط في المشروبات المحلّاة صناعيًا أو بالسكر، إذ ارتبط كلاهما بزيادة خطر السكري.
قراءة الملصقات بدقة: “خالي من السكر” لا يعني بالضرورة “صحيًّا”.
الاهتمام بنمط الحياة العام: يشمل ذلك الغذاء المتوازن، والنشاط البدني المنتظم، والنوم الجيد.
ويشدد الباحثون على ضرورة الحد من تعرّض الأطفال والمراهقين لهذه المشروبات، لما قد تسببه من تأثيرات طويلة الأمد في السلوك الغذائي والتمثيل الأيضي.
ورغم أن الدراسة لم تُدثبت علاقة سببية قاطعة، فإنها تُسلّط الضوء على مفارقة مثيرة: ما اعتُبر يومًا “الشر الأقل ضررًا” قد يُخفي وراءه مخاطر أكثر تعقيدًا.
التحوّل من السكر إلى المُحليات الصناعية ليس بالضرورة خطوة صحيّة مضمونة. ولحياة أكثر توازنًا وأيضٍ مستقر، يبقى الماء والمشروبات غير المُحلّاة والأطعمة الكاملة الخيار الأكثر أمانًا على المدى الطويل.



