الشباب في دائرة الخطر بعد ارتفاع إصابات سرطان القولون والمستقيم
في عالم يميل فيه معظم الناس إلى طمأنة أنفسهم بأن “كل شيء على ما يرام”، نادرًا ما يفسر أي عرض بسيط على أنه مؤشر خطر يستدعي مراجعة الطبيب، غير أن هذا الميل إلى التهوين قد يتحول إلى خطأ قاتل عندما يتعلق الأمر بالأمراض الخطيرة، وعلى رأسها السرطان.
فوفقًا لتقديرات المعهد الوطني للسرطان الأميركي، من المتوقع تشخيص أكثر من مليوني حالة سرطان جديدة في الولايات المتحدة عام 2025، مع ملاحظة مقلقة لارتفاع الإصابات بين فئة الشباب.
ويعد سرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي من أكثر الأنواع شيوعًا، ما زاد من قلق الناس واهتمامهم بتتبع العلامات المبكرة للمرض.
وبينما تتداخل العوامل الوراثية ونمط الحياة والبيئة في تشكيل ما يمكن وصفه بـ"مثلث الأسباب المميتة"، فإن الوعي بالأعراض المبكرة لا يزال السلاح الأهم لتفادي التشخيص المتأخر وتحسين فرص العلاج.
ومؤخرًا، أثارت حالة انتشرت عبر منصة “تيك توك” جدلاً واسعًا، بعدما تحدثت إحدى المستخدمات عن ملاحظة عرض غريب تمثل في براز رقيق يشبه القلم الرصاص، إلى جانب فقدان الوزن المفاجئ والإسهال، لكنها لم تزر الطبيب ظنًا منها أنها مصابة بمتلازمة القولون العصبي.
هذا العرض، رغم غرابته، أثار اهتمام الأطباء. إذ أوضح الدكتور مايكل تشيكيني، استشاري الأورام ، لموقع HuffPost أن “الأطباء يشاهدون أحيانًا مرضى يصبح برازهم أرق بكثير من المعتاد، وهو وصف شائع لدى بعض مرضى سرطان القولون والمستقيم”.
وتدعم دراسة نشرت في مجلة Intestinal Research هذا الطرح، حيث وجدت أن البراز ذو السماكة الضيقة كان مؤشرًا على سرطان القولون الأيسر لدى 35 مريضًا من أصل 579، ما يعزز احتمالية اعتباره عرضًا مرتبطًا بالمرض.
لكن ما السبب وراء هذا التغير في شكل البراز؟
يشرح الأطباء أن الأورام، حين تتكوّن في نهاية القولون أو تبطن جداره الداخلي، تؤدي إلى تضييق المجرى الذي يمر عبره البراز، ما يجعل خروجه أكثر نحافة.
ورغم أن شكل البراز قد يختلف لأسباب عديدة غير خطيرة مثل التغير في النظام الغذائي أو عدد مرات التبرز إلا أن استمرار البراز الرقيق يُعد إشارة تستحق الاهتمام.
ويؤكد الدكتور تشيكيني أن البراز الرقيق ليس عرضًا شائعًا، لكنه مقلق للغاية عندما يظهر، مضيفًا أن العلامات الأكثر شيوعًا تشمل وجود دم في البراز، وآلام البطن، وفقدان الوزن غير المبرر، والأسوأ أن بعض المرضى قد لا تظهر عليهم أي أعراض واضحة.
ويحذر تشيكيني من تجاهل هذه المؤشرات، قائلًا: “من السهل على الشباب أن يظنوا أن الأمر مجرد بواسير أو اضطراب بسيط، وقد يكون كذلك، لكن هذه الأعراض قد تخفي وراءها مرضًا أخطر بكثير”.
وينصح الأطباء بإجراء تنظير القولون أو الفحص المبكر لسرطان القولون والمستقيم لتقليل خطر الإصابة واكتشاف المرض في مراحله الأولى.
ورغم أن الفحوصات الدورية تبدأ عادة عند سن 45 عامًا، إلا أن ملاحظة أي من هذه الأعراض قبل ذلك تستدعي استشارة الطبيب فورًا.



