باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

عضو اتحاد الصحفيين في بروكسل لـ"تفصيلة": مصر تكتب تاريخها من ساحات القتال إلى موائد التفاوض

عضو اتحاد الصحفيين
عضو اتحاد الصحفيين ببروكسل خالد زين الدين

مصر دولة صنعت تاريخها بين الحرب والسلام، فكانت مهد الحضارة ودرع العروبة وصوت الاستقرار في آن واحد.
على مر العقود، أثبتت القاهرة قدرتها على التحول من ساحات القتال إلى منابر الدبلوماسية، محافظةً على مكانتها كقوة إقليمية محورية.
وفي عالم يموج بالأزمات، تظل مصر حجر الزاوية الذي لا تستقيم معادلات الشرق الأوسط من دونه.

دبلوماسية مصر بين ميادين القتال وموائد السلام

أكد الدكتور خالد زين الدين، المحلل السياسي وعضو اتحاد الصحفيين في بروكسل ورئيس تحرير الجريدة الأوروبية العربية الدولية، في تصريحات خاصة لموقع "تفصيلة"، أن مصر لم تكن يوماً دولة هامشية في معادلة القوة الإقليمية، بل صنعت تاريخها بالدم والسلام معاً، عبر أربع حروب كبرى خاضتها دفاعاً عن الأرض والهوية، منذ حرب عام 1948 عقب إعلان قيام إسرائيل، مروراً بحرب العدوان الثلاثي عام 1956، ثم حرب يونيو 1967 التي شهدت احتلال سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية، وصولاً إلى حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 التي استعادت فيها مصر أراضيها وأعادت رسم خريطة المنطقة.

معاهدات شكلت ملامح الدور المصري

أوضح زين الدين أن مصر كانت شريكاً فاعلاً في أبرز المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي أسست لعقود من التعاون الإقليمي، مثل اتفاقية كامب ديفيد للسلام، واتفاقية أغادير، ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، إلى جانب انضمامها إلى اتفاقية الكوميسا، وهي السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا، إضافة إلى اتفاقيات تجارة حرة مع تركيا والاتحاد الأوروبي.

كما أشار إلى التزام القاهرة بالعديد من المواثيق الدولية التي تعزز مكانتها كدولة تحترم القانون الدولي، منها العهدان الدوليان الخاصان بالحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فضلاً عن توقيعها على الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، ومعاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية، ومعاهدة التعاون بشأن البراءات.

وساطة مصرية تحفظ الأمن العربي

أضاف المحلل السياسي أن العقدين الأخيرين شهدا تصاعداً ملحوظاً في دور الوساطات الإقليمية، في ظل أزمات الشرق الأوسط وإفريقيا.
وفي هذا السياق، برزت مصر كإحدى القوى الإقليمية المؤثرة التي تبنت سياسة "دبلوماسية الوساطة" كخيار استراتيجي لترسيخ الاستقرار وصون الأمن القومي العربي، وهو ما جعلها لاعباً لا يمكن تجاوزه في أي أزمة تخص المنطقة.

القاهرة.. قلب الجهود لحل أزمات المنطقة

تابع زين الدين موضحاً أن القاهرة لعبت أدواراً محورية في إدارة وتسوية أزمات متعددة، على رأسها الملف الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تولت منذ حرب غزة الأولى عام 2008 وحتى اليوم، جهوداً متواصلة لإبرام اتفاقات تهدئة ووقف إطلاق النار في أكثر من محطة.
وأشار إلى أن مصر لم تكتفِ بالوساطة السياسية، بل قادت عمليات تنسيق إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وسعت لتهيئة المناخ اللازم لاستعادة مسار المفاوضات بين الجانبين.

خبرة التاريخ تصنع الحاضر

اختتم زين الدين تصريحاته بالتأكيد على أن دور مصر كوسيط إقليمي ناجح يستند إلى إرث تاريخي عميق وخبرة ممتدة في إدارة الأزمات، ما يمنحها موقعاً متقدماً بين القوى الإقليمية، وقدرة فريدة على الجمع بين الواقعية السياسية والالتزام القومي في آن واحد.
فمصر كما وصفها زين الدين، تبني السلام بقدر ما تحميه، وتظل رمانة توازن الشرق الأوسط التي تحفظ للعرب أمنهم ومكانتهم في عالم سريع التحول.

تم نسخ الرابط