قمة بروكسل تفتح آفاق شراكة استراتيجية غير مسبوقة.. رئيس وحدة الدراسات الأوروبية لتفصيلة: مصر تتحول إلى مركز استثماري وطاقي لأوروبا

تتحول القاهرة بخطوات واثقة إلى محور اقتصادي واستراتيجي في قلب الشرق الأوسط، بعد أن أصبحت وجهة رئيسية للاتحاد الأوروبي في مجالات الاستثمار والطاقة والنقل البحري.
وفي ظل القمة المصرية الأوروبية المنعقدة في بروكسل، أكد الخبير الدولي هاني الجمل، رئيس وحدة الدراسات الأوروبية والاستراتيجية بمركز العرب، في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة، أن هذه الشراكة تمثل «خطوة فارقة» في مسار العلاقات بين الجانبين، وتمهّد لتحالف اقتصادي واستراتيجي طويل الأمد يعزز الدور المصري الإقليمي.
شراكة استراتيجية تصنعها القاهرة
يرى الجمل أن القمة تمثل نقطة تحول كبرى في مسار التعاون المصري الأوروبي، مشيرًا إلى أنها تفتح الباب أمام توسع كبير في الاستثمارات الأوروبية داخل منطقة الشرق الأوسط، وخاصة داخل مصر، التي أصبحت مؤهلة بفضل نهضتها اللوجستية الكبرى وموقعها الجغرافي الفريد.
وأكد أن مصر خلال السنوات الأخيرة نجحت في بناء بنية تحتية متطورة، من شبكة طرق حديثة إلى موانئ عالمية ومناطق لوجستية متقدمة على طول قناة السويس، وهو ما جعلها محطة جذب رئيسية للشركات الأوروبية والكيانات الاقتصادية الكبرى الباحثة عن بيئة استثمار آمنة ومستقرة.
بنية لوجستية تضع مصر على خريطة العالم
يشير الخبير إلى أن ما تمتلكه مصر من مقومات جعلها محطة أنظار العالم، إذ تمر عبرها نحو 15% من حركة التجارة العالمية، إضافة إلى إشرافها على ممرات بحرية استراتيجية مثل البحر الأحمر ومضيق هرمز ومضيق باب المندب.
ويؤكد الجمل أن هذه المواقع جعلت من مصر مركزًا لوجستيًا عالميًا وملاذًا آمنًا للتجارة الدولية، وممرًا رئيسيًا يربط بين آسيا وأوروبا وإفريقيا، الأمر الذي يمنحها ثقلًا اقتصاديًا وسياسيًا غير مسبوق.
مصر.. بديل أوروبا في الطاقة بعد الغاز الروسي
يلفت الجمل إلى أن القاهرة أصبحت محور اهتمام الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة، خاصة بعد قرار بروكسل تقليص اعتمادها على الغاز الروسي.
ويقول إن مصر، بصفتها الأمين العام لمنتدى غاز شرق المتوسط، باتت شريكًا استراتيجيًا لأوروبا في ملف الطاقة، ومصدرًا موثوقًا يمكنه تزويد القارة بالغاز والطاقة النظيفة والمتجددة في المستقبل القريب.
وأضاف أن أوروبا تبحث اليوم عن شركاء موثوقين يوفون بالتزاماتهم، ومصر تبرز في مقدمة هذه الدول بفضل سياساتها المستقرة، وبنيتها القوية، وقدرتها على تحقيق توازن بين الأمن الاقتصادي والمصالح الإقليمية.
تجسد القمة المصرية الأوروبية في بروكسل صورة جديدة لمصر الحديثة، دولة تمتلك القرار والقدرة معًا. فالقاهرة لا تقدم نفسها شريكًا فحسب، بل محورًا إقليميًا يربط الشرق بالغرب، ووجهة أوروبية مفضلة للاستثمار والطاقة في عالم يزداد اضطرابًا.