باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

خبير دولي لـ «تفصيلة»: القمة المصرية الأوروبية انطلاقة جديدة نحو شراكة استراتيجية غير مسبوقة

السيسي والاتحاد الأوروبي
السيسي والاتحاد الأوروبي شراكة استراتيجية غير مسبوقة

تحولت العاصمة البلجيكية بروكسل إلى منصة سياسية ودبلوماسية مهمة مع انطلاق القمة المصرية الأوروبية الأولى، التي يشارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسط اهتمام واسع من العواصم الأوروبية والعربية على حد سواء.

القمة المصرية الأوروبية تمثل لحظة تاريخية في مسار العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، حيث ارتقت من إطار التعاون الثنائي التقليدي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الكاملة، في ظل متغيرات إقليمية ودولية تعيد تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط.

السيسي والاتحاد الأوروبي شراكة استراتيجية غير مسبوقة
السيسي والاتحاد الأوروبي شراكة استراتيجية غير مسبوقة

رئيس وحدة الدراسات الأوروبية لتفصيلة: مصر شريك مركزي وأوروبا تعيد حساباتها

قال هاني الجمل، رئيس وحدة الدراسات الأوروبية والاستراتيجية بمركز العرب والخبير في الشؤون الإقليمية والدولية، في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة، إن هذه القمة الأولى بين مصر والاتحاد الأوروبي تُعد خطوة استراتيجية تاريخية ترفع مستوى العلاقات إلى أعلى درجات التنسيق السياسي والاقتصادي.
وأكد أن القمة المصرية الأوروبية تأتي في توقيت دقيق يشهد تحولاً في رؤية الاتحاد الأوروبي تجاه القاهرة، خاصة في ظل سعي أوروبا لتحقيق قدر من الاستقلال الاستراتيجي عن الإدارة الأميركية خلال الشهر الجاري.

مشروعات استثمارية أوروبية في طريقها إلى الشرق الأوسط

أشار الجمل إلى أن القمة المصرية الأوروبية فتحت الباب أمام حزمة من المشروعات الاستثمارية الأوروبية الموجهة إلى منطقة الشرق الأوسط، موضحاً أن مصر أصبحت وجهة مفضلة للمستثمرين الأوروبيين بفضل المناخ الاقتصادي المستقر والإصلاحات الحكومية الجريئة التي وفرت بيئة خصبة لجذب رؤوس الأموال.
وأوضح أن التحول الأوروبي نحو القاهرة يعكس إدراكاً متزايداً بأن الشرق الأوسط الجديد يمر عبر مصر، باعتبارها بوابة العبور إلى أسواق إفريقيا والعالم العربي.

الهجرة غير النظامية.. من التحدي إلى الشراكة

أكد الجمل أن ملف الهجرة غير النظامية من جنوب المتوسط إلى شماله، ظل لسنوات مصدر قلق لأوروبا، إلا أن مصر قدمت نموذجاً فريداً في معالجته.
وأشار إلى أن القاهرة، خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي، طرحت مبادرة التنمية المستدامة للحد من الهجرة، ما جعلها شريكاً محورياً في الجهود الأوروبية لإيجاد حلول جذرية لهذه الظاهرة، بعيداً عن المقاربات الأمنية الضيقة.

مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي

أوضح الخبير الإقليمي أن التعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف يحتل موقعاً متقدماً في أجندة القمة، خصوصاً في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
وبيّن أن مصر أثبتت خلال السنوات الماضية قدرتها على التعامل بفعالية مع الملفات المعقدة في فلسطين وسوريا ولبنان وليبيا، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى القاهرة كحليف قديم يتمتع بخبرة طويلة في إدارة الأزمات الإقليمية.

ارتقاء طبيعي لعلاقات تاريخية راسخة

اختتم الجمل تصريحاته بالتأكيد على أن ارتقاء العلاقات المصرية الأوروبية إلى المستوى الاستراتيجي يُعد تطوراً طبيعياً لمسار طويل من التعاون والتفاهم بين الجانبين.
وأشار إلى أن القاهرة أثبتت في كل المراحل أنها طرف موثوق وقادر على بناء جسور التعاون مع أوروبا، سواء بشكل ثنائي مع دولها الكبرى أو من خلال مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

القمة المصرية الأوروبية في بروكسل لا تمثل مجرد حدث دبلوماسي، بل تحولاً في قواعد اللعبة السياسية بالمنطقة.
تأكيد أوروبا على شراكتها مع القاهرة يبرهن أن مصر استعادت موقعها كقلب نابض للشرق الأوسط، وصاحبة الكلمة المسموعة في ملفات الأمن والتنمية والهجرة والاستقرار الإقليمي.

تم نسخ الرابط