باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

خبير دولي لـ «تفصيلة»: السيسي في قمة بروكسل يرسم ملامح الشرق الأوسط الجديد ويعيد لمصر مكانتها القيادية

الرئيس السيسي في
الرئيس السيسي في بروكسل

تحركت الدبلوماسية المصرية بخطى واثقة إلى قلب الاتحاد الأوروبي، حيث وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المطار العسكري في بروكسل للمشاركة في القمة المصرية الأوروبية الأولى، في زيارة تحمل ثقلاً سياسياً واقتصادياً بالغ الأهمية.
الزيارة تأتي في توقيت حاسم يشهد تحولات عميقة في الإقليم، وتؤكد أن القاهرة لم تعد تنتظر صناعة القرار، بل تسعى لتكون شريكاً فاعلاً في صياغته. 

القمة التي تعقد في العاصمة البلجيكية اليوم الأربعاء بين الرئيس السيسي وقادة الاتحاد الأوروبي تمثل محطة جديدة في مسار الشراكة المصرية الأوروبية وسط ملفات ساخنة من غزة إلى الهجرة والطاقة.

الخبير محمد حيدر: القمة فرصة لاستعادة وجه مصر الحقيقي

قال الدكتور محمد حيدر، خبير الاقتصاد الدولي في لندن، في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة، إن مصر كانت ولا تزال دولة محورية في العالم العربي رغم انحسار دورها في السنوات الأخيرة.

وأوضح أن هذه القمة يمكن أن تكون بوابة لاستعادة الدور التاريخي للقاهرة كقوة إقليمية قادرة على قيادة ملفات الأمن والتنمية في الشرق الأوسط، مضيفاً أن العالم العربي بحاجة إلى تفعيل دور مصر بما يتناسب مع طموحاته واستقراره.

وأكد حيدر أن القمة بين الرئيس السيسي والاتحاد الأوروبي تناقش قضايا محلية وإقليمية ودولية معقدة، بينها الهجرة والوضع في غزة، محذراً من أن بعض الملفات قد تتحول إلى “مصيدة سياسية” لمصر إذا لم يتم التعامل معها بوعي استراتيجي، رغم بريق العناوين التي ترفعها أوروبا في إطار الشراكة المتوسطية.

دور مصري محوري بقيادة السيسي في ملفات الأمن والهجرة

أشار حيدر إلى أن مشاركة الرئيس السيسي على رأس وفد رفيع المستوى تعكس إدراك الاتحاد الأوروبي لأهمية الدور المصري في الشرق الأوسط.
ورأى أن القاهرة يجب ألا تُختزل في دور “حارس حدود” للهجرة، بل ينبغي أن تركز على دورها الإقليمي في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والأمني في شمال إفريقيا، ومعالجة جذور أزمة المهاجرين من منطلق تنموي وإنساني، لا أمني فقط.

وأضاف أن تمكين مصر من قيادة برامج التنمية الإقليمية واستخدام مواردها الطبيعية لخدمة شعبها وجيرانها سيعزز من استقرار المنطقة، بدلاً من الاعتماد المتزايد على القروض التي تثقل كاهل الاقتصاد المصري وتحد من قدرته على النمو.

إصلاحات داخلية لجذب الاستثمارات

شدد حيدر على ضرورة أن تراجع مصر قوانينها الاقتصادية والإدارية لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، خصوصاً في ما يتعلق بالعقود الكبرى الخاصة بالسلع الأساسية كالقمح والبترول.

وأوضح أن الشفافية في هذه الملفات ستعزز الثقة الدولية وتجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تحتاجها القاهرة بشدة في المرحلة المقبلة.

مصر لاعب استراتيجي في البحرين الأحمر والمتوسط

أكد حيدر أن الموقع الجغرافي الفريد لمصر يمنحها ثقلاً لا مثيل له في الأمنين الإقليمي والدولي، إذ تتحكم في واحد من أهم الممرات الاقتصادية العالمية، مضيفاً أن القاهرة يجب أن تفرض حضورها العسكري والبحري في البحر الأحمر ضمن شراكة استراتيجية مع أوروبا والعرب.
وقال إن القمة يجب أن تمنح مصر دور “المنفذ لا المراقب”، لتكون راعية لاتفاقيات أمنية كبرى تضمن استقرار المنطقة وردع أي تهديدات، خاصة في ظل التوترات المتكررة التي تثيرها إسرائيل في محيط الشرق الأوسط.

استعادة الدور القيادي في العالم العربي

اختتم حيدر حديثه بالتأكيد على أن القمة تمثل لحظة حاسمة لإبراز قوة مصر الاستراتيجية واستعادة مكانتها العربية والإقليمية.

وقال إن الدور المصري المنتظر في هذه القمة لا يقتصر على الملفات الاقتصادية، بل يمتد إلى تعزيز الأمن المشترك العربي والإفريقي، واستعادة التوازن في قضايا المنطقة، وفي مقدمتها ملف غزة الذي يتطلب حضوراً مصرياً أقوى وأكثر تأثيراً.

القمة المصرية الأوروبية في بروكسل ليست مجرد حدث دبلوماسي، بل اختبار لقدرة القاهرة على إعادة تموضعها كلاعب أساسي في المشهد الدولي.
نجاحها في هذا الاختبار يعني عودة مصر إلى موقعها الطبيعي كدولة قرار، لا كمتلقٍ للقرارات.

تم نسخ الرابط