باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

خبير دولي لـ"تفصيلة": ظهور الشرع في المحافل الدولية ضمن خطة لإعادة سوريا تحت رعاية الغرب

أحمد الشرع أثناء
أحمد الشرع أثناء كلمته فى الجمعية العامة للأمم المتحدة

في خطوة تعكس تغيرًا عميقًا في موازين القوى بالشرق الأوسط، تتجه بريطانيا والولايات المتحدة إلى إعادة دمج النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع في المنظومة الدولية تدريجيًا.
هذا التحول، بحسب رئيس وحدة الدراسات الأوروبية والاستراتيجية هاني الجمل، يمثل إعادة إنتاج لسوريا بنسخة غربية الولاء تسعى من خلالها لندن وواشنطن إلى تثبيت نفوذهما وإقصاء إيران وروسيا من المشهد.
ويؤكد الجمل أن ظهور الشرع المتكرر في المحافل الإقليمية والدولية لم يأتِ صدفة، بل ضمن خطة مدروسة لإعادة سوريا إلى الساحة العالمية تحت رعاية الغرب.

دمج تدريجي للنظام السوري في المنظومة الدولية

أكد الخبير في الشأن الروسي هاني الجمل، رئيس وحدة الدراسات الأوروبية والاستراتيجية في مركز العرب، في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة، أن هناك محاولات جادة من بريطانيا والولايات المتحدة لإعادة دمج النظام السوري الجديد في المنظومة الدولية بشكل تدريجي.

وأشار إلى أن هذا الدمج بدأ على المستويين الإقليمي والعربي، قبل أن يأخذ طابعًا دوليًا واضحًا في الأشهر الأخيرة، حيث أصبح أحمد الشرع حاضرًا في العديد من الفعاليات العربية والإسلامية، ممثلًا لسوريا الجديدة، ما يعكس تحولًا استراتيجيًا في النظرة الغربية لدمشق.

تقسيم جيوسياسي جديد لسوريا

قال الجمل إن ظهور الشرع في المحافل الإقليمية تزامن مع مساعٍ لإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية لسوريا، من خلال تفاهمات تشمل الجانب الإسرائيلي واتفاقيات أمنية جديدة تتعلق بانتشار القوات في بعض المناطق الحساسة.
وأوضح أن الولايات المتحدة كثّفت وجودها في منطقة شرق الفرات، بينما عززت تركيا حضورها العسكري في الشمال السوري، وهو ما يشكّل بحسب تعبيره حصارًا استراتيجيًا للدور الروسي في الساحة السورية، ومحاولة لتقليص نفوذ موسكو تدريجيًا لصالح قوى الغرب.

نظام جديد بوجه غربي

أوضح الجمل أن واشنطن ولندن تسعيان لخلق نظام سوري جديد بولاءات غربية واضحة، يقوده أحمد الشرع بصفته “العين الغربية” على النظام العربي.
وأضاف أن هذا المشروع يهدف إلى توحيد القوى السورية وإنهاء ما تبقّى من أذرع النظام السابق بقيادة بشار الأسد، تمهيدًا لتثبيت سلطة الشرع وإعادة سوريا إلى واجهة المجتمع الدولي.
وأكد أن القبول الدولي المتزايد بشخصية الشرع، ووجوده المتكرر في المحافل الأممية، دليل على هذا التحول وعلى دعم غربي مباشر لتثبيت حكمه.

تراجع المشروعين الروسي والإيراني

لفت الجمل إلى أن المشروع الإيراني تراجع بشكل ملحوظ داخل سوريا، بينما ما زالت روسيا تحتفظ بنفوذ محدود يتركز في قواعدها البحرية والجوية.
وأشار إلى أن زيارة أحمد الشرع الأخيرة إلى موسكو عكست محاولة روسية للحفاظ على قنوات الاتصال مع النظام الجديد، لكن دون القدرة على فرض رؤيتها كما في السابق.

ورأى أن هذه التحولات تمهّد لمرحلة جديدة، يتقاطع فيها النفوذ البريطاني والأمريكي مع مصالح موسكو، وسط إعادة ترتيب شاملة للمشهد السياسي في دمشق.

سوريا ساحة مفتوحة للمشروعات الدولية

اختتم الجمل تصريحاته بالتأكيد على أن بريطانيا تعمل وفق رؤية منسجمة مع التوجه الدولي لإعادة إنتاج الدولة السورية بشكل مختلف، مشيرًا إلى أن الأراضي السورية تشهد بالفعل تنفيذ عدد من المشروعات التنموية والاستثمارية بإشراف غربي.
وأكد أن الساحة السورية باتت مفتوحة أمام من ينجح في التفاهم مع الحكومة الراهنة، معتبرًا أن هذا التحول يمثل نقطة فارقة في الموقف الأوروبي، في ظل تراجع أدوار القوى الإقليمية الكبرى مثل إيران وروسيا، وعودة الغرب إلى الشرق الأوسط من البوابة السورية

تم نسخ الرابط