خاص.. استقالات وانتقالات تشكل ملامح برلمان 2025

تتأهب الساحة السياسية المصرية لاستحقاق انتخابي حاسم مع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب 2025، تزامناً مع هذا الاستعداد، يشهد الفضاء الحزبي حراكاً غير مسبوق يتمثل في موجة من الاستقالات والانتقالات بين الكوادر، مما يعكس ديناميكية متسارعة وتكتيكات انتخابية مبكرة ترسم ملامح جديدة للخريطة السياسية في البلاد.
موجة الاستقالات
تتعدد أسباب الاستقالات التي ضربت عدداً من الأحزاب البارزة، لتكشف عن تحديات تنظيمية داخلية وتطلعات فردية للفاعلين السياسيين، ففي حزب الوفد، أعلنت ناهد البستاني، القيادية ورئيسة لجنة المرأة في حي الزيتون، استقالتها بعد سنوات طويلة من العمل، مؤكدة أن قرارها جاء بعد تفكير عميق ومعربة عن تقديرها لزملائها، هذه الاستقالة، وإن كانت شخصية الطابع، إلا أنها تسلط الضوء على التغييرات المستمرة في صفوف الأحزاب العريقة.
أما في حزب حماة الوطن، فقد شهدت أمانة باب شرق بالإسكندرية استقالات جماعية من قبل عدد من الأعضاء بعد خمس سنوات من العمل التنظيمي والميداني، وهو ما يشير إلى احتمالية وجود خلافات داخلية أو تغيير في الأولويات، وفي سياق أكثر وضوحاً، قدم اللواء هشام بشر، أمين عام الحزب بمحافظة المنيا، استقالته رسمياً معترضاً على ما وصفه بـ"طريقة تشكيل القوائم الانتخابية"، مؤكداً أن قراره ينبع من حرصه على الصالح العام، إلا أن هذه الاستقالة تعكس بوضوح التوترات المحيطة بعملية اختيار المرشحين.
وفي حزب الجبهة الوطنية، أعلن حسن كمال، القيادي بسوهاج، استقالته احتجاجاً على إدراج أسماء من خارج المحافظة في القوائم الانتخابية، معتبراً ذلك تهميشاً لرموز سوهاج وأبنائها، كما قدم محمد بدوي محمود، المعروف بـ"عادل بدوي"، عضو مجلس النواب السابق وأمين العضوية بالحزب في المنيا، استقالته لأسباب شخصية.
ولم يكن حزب مصر أكتوبر بمنأى عن هذه الموجة، حيث تقدم المهندس أحمد حلمي، أمين الحزب بالإسكندرية، باستقالته رسمياً بعد قراره خوض انتخابات مجلس النواب على المقعد الفردي ممثلاً عن حزب الجبهة الوطنية، هذه الاستقالة تعد مثالاً بارزاً على الاستقالات التكتيكية التي تهدف إلى البحث عن فرص انتخابية أفضل في كيانات حزبية أخرى.
البحث عن موطئ قدم في السباق الانتخابي
بالتوازي مع موجة الاستقالات، تشهد الأحزاب حركة انتقالات نشطة، حيث يسعى العديد من السياسيين إلى الانضمام لكيانات حزبية توفر لهم فرصاً أقوى في السباق الانتخابي.
هذه الانتقالات تعكس براغماتية سياسية واضحة، حيث يختار الأفراد الحزب الذي يعتقدون أنه سيحقق لهم أفضل تمثيل:
انتقل المهندس أحمد حلمي رسمياً من حزب مصر أكتوبر إلى الجبهة الوطنية، ليخوض الانتخابات المقبلة على قوائمها، مستفيدا من الفرص التي يتيحها الحزب الجديد.
انضم هشام الزهيري من حزب صوت الشعب المعارض إلى حزب حماة الوطن المؤيد، ليأتي على صدارة قائمة الحزب في الانتخابات الفردية في طوخ، مما يعزز من قوة "حماة الوطن" في هذه الدائرة.

كما أعلنت مروة بوريص انتقالها من حزب صوت الشعب إلى حزب العدل، مؤكدة أن المرحلة المقبلة تتطلب أحزاباً ذات برامج واقعية وتمثيل حقيقي للشباب والمرأة، وهو ما يشير إلى بحثها عن بيئة حزبية أكثر توافقاً مع رؤاها.
وانضم عادل زيدان من حزب الوعي إلى حزب مستقبل وطن الذي يواصل استقطاب شخصيات بارزة على مستوى المحافظات، مما يؤكد استراتيجية "مستقبل وطن" في تعزيز صفوفه بكوادر ذات خبرة، ويصبح حاليا عضو مجلس شيوخ عن حزب مستقبل وطن.
ويرى عدد من الخبراء السياسيون، أن هذه التحولات الحزبية هي مؤشرات على عدة دلالات عميقة في المشهد السياسي المصري، ومن بينها مرونة الولاء الحزبي، حيث تظهر هذه الموجة أن الولاء الحزبي قد أصبح أكثر مرونة، حيث يفضل العديد من السياسيين البحث عن الفرص التي تخدم طموحاتهم الانتخابية، حتى لو استدعى ذلك تغيير الانتماء الحزبي، فضلا عن استمرار الأحزاب الكبرى، مثل "مستقبل وطن" و"حماة الوطن"، في استقطاب الكوادر من الأحزاب الأصغر أو الأقل حظاً، مما يؤدي إلى تركز القوة السياسية في عدد محدود من الكيانات.