باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

بريطانيا تُعيد ترتيب المشهد السوري.. رئيس وحدة الدراسات الأوروبية لـ"تفصيلة": مات الجولاني وولد الشرع صنيعة لندن الجديدة

مات الجولاني وصنعت
مات الجولاني وصنعت لندن الشرع

أثار قرار بريطانيا رفع هيئة تحرير الشام من قائمة المنظمات الإرهابية ردود فعل واسعة، واعتبره خبراء دليلاً على تحوّل سياسي تقوده لندن نحو إعادة التموضع في الشرق الأوسط، مستفيدة من المتغيرات الجيوسياسية بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
القرار الذي أقرّه البرلمان البريطاني مؤخرًا، يأتي في لحظة حساسة تشهدها الساحة السورية، مع تصاعد الحديث عن مرحلة ما بعد نظام بشار الأسد وبروز حكومة جديدة برئاسة أحمد الشرع.

الجمل: بريطانيا صنعت الجولاني والشرع معًا

قال الخبير في الشأن الروسي هاني الجمل، رئيس وحدة الدراسات الأوروبية والاستراتيجية في مركز العرب، في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة: "ليس مفاجئًا أن ترفع بريطانيا هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب، لأنها ببساطة من ساهمت في صناعة أحمد الشرع، أو محمد الجولاني سابقًا، منذ بداياته في المشهد المسلح السوري."
وأوضح الجمل أن بريطانيا كانت جزءًا من عملية "تطويع شخصية الجولاني" وتحويله من مقاتل متشدد إلى سياسي براغماتي، استطاع أن يقود "تحرير الشام" إلى موقع مركزي في المشهد السوري، ويصبح لاحقًا رأس الحكومة الجديدة في دمشق.

قرار بريطاني محسوب لا يحمل مفاجأة

أضاف الجمل أن هذه الخطوة لا تمثل تحولًا استراتيجيًا في سياسة لندن بقدر ما تعكس "إدراكًا بضرورة العودة إلى الساحة السورية"، خاصة بعد أن استفادت الولايات المتحدة وتركيا من "تحرير الشام" في تنفيذ مشاريعهما داخل سوريا.
وأشار إلى أن بريطانيا لم ترد أن تبقى خارج لعبة النفوذ الجديدة، فقررت الدخول مجددًا من الباب ذاته، لتضمن لنفسها موقعًا في رقعة الشطرنج الجيوسياسية المعقدة التي تتقاطع فيها مصالح عدة قوى إقليمية ودولية.

اعتراف مباشر بحكومة الشرع الجديدة

أكد الجمل أن القرار البريطاني يمثل اعترافًا مباشرًا بحكومة أحمد الشرع، وليس مجرد إشارة سياسية مبطنة، موضحًا أن لندن بدأت فعليًا في تهيئة أرضية للتعاون مع الحكومة الجديدة في ملفات إعادة الإعمار والمشروعات التنموية.

وقال إن هذا التحرك يأتي ضمن خطة أوسع لإعادة تموضع بريطانيا في الشرق الأوسط، مستفيدة من الموقع الجغرافي لسوريا الذي يضعها على تماس مباشر مع مصادر الطاقة في شرق المتوسط.

سوريا في قلب استراتيجية الطاقة البريطانية

أوضح الخبير أن الأزمة الروسية الأوكرانية غيّرت معادلات الطاقة داخل أوروبا، خصوصًا بعد قرار الاتحاد الأوروبي بوقف استيراد الطاقة من روسيا بحلول عام 2028.
وأشار إلى أن بريطانيا تنظر إلى سوريا باعتبارها نقطة استراتيجية على خريطة الطاقة الإقليمية، إلى جانب مصر ودول شرق المتوسط، مضيفًا أن دمشق تمتلك موارد طبيعية ومعادن وأراضي زراعية يمكن أن تجعلها محورًا اقتصاديًا مهمًا خلال مرحلة إعادة الإعمار المقبلة.

سدّ فراغ إقليمي وتوازن مع النفوذ الإيراني

لفت الجمل إلى أن بريطانيا تسعى أيضًا إلى سدّ فراغ إقليمي ناتج عن انشغال بعض القوى في صراعاتها، وفي مقدمتها إيران.
وأوضح أن الموقع الجغرافي لسوريا يمنح لندن فرصة لتوسيع نفوذها في العمق العراقي، ولعب دور موازٍ في مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة.
واختتم الجمل تصريحه بالتأكيد على أن بريطانيا تدرك أن العودة إلى الشرق الأوسط تمرّ عبر دمشق، وأن قرار رفع "تحرير الشام" ليس مجرد تعديل في القوائم، بل خطوة مدروسة لإعادة صياغة موازين القوة في الإقليم.

تم نسخ الرابط