باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

لندن تقلب الموازين.. كاتب سوري لـ"تفصيلة": خطوة بريطانيا رسالة نفوذ لتركيا وإيران واعتراف غير معلن بشرعية الشرع

لندن تعترف ضمنيا
لندن تعترف ضمنيا بسيطة أحمد الشرع

تحول بريطاني يربك الإقليم ويعيد خلط الأوراق، فاجأت الحكومة البريطانية الأوساط الدولية بقرار غير مسبوق، بعد إعلانها الرسمي رفع هيئة تحرير الشام من قائمتها للمنظمات الإرهابية، في خطوة اعتُبرت تحولاً استراتيجياً في السياسة الخارجية لبريطانيا تجاه سوريا والمنطقة.
القرار الذي أقرّه البرلمان البريطاني اليوم، يعكس توجهاً جديداً في تعامل لندن مع الملف السوري، ويفتح الباب أمام تعاون محتمل مع الحكومة الجديدة في دمشق برئاسة أحمد الشرع، وسط مؤشرات على إعادة تموضع بريطاني في الشرق الأوسط بعد سنوات من الانكفاء.

رسالة بريطانية واضحة لتركيا وإيران

أكد الكاتب والمحلل السوري عبد الحميد توفيق في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة، أن قرار لندن يحمل رسالة سياسية حاسمة موجهة إلى تركيا وإيران، مفادها أن بريطانيا لن تبقى خارج معادلة التأثير في الساحة السورية.
وأوضح توفيق أن الخطوة تمثل إعلان عودة للدور البريطاني التاريخي في المنطقة، مشيراً إلى أن لندن تسعى من خلالها إلى تثبيت نفوذها داخل المشهد السوري وإعادة تموضعها في قلب التوازنات الإقليمية.
وأضاف أن القرار البريطاني بمثابة إشارة إلى أن سوريا لم تعد ساحة مغلقة أمام المحاور الإقليمية، بل ميداناً جديداً للتنافس بين القوى الكبرى، مؤكداً أن الرسالة وصلت إلى أنقرة وطهران بوضوح.

بريطانيا تمهّد لشراكة مع دمشق الجديدة

اعتبر توفيق أن رفع "تحرير الشام" من قوائم الإرهاب خطوة تمهّد لتطبيع غير معلن مع الحكومة السورية الجديدة، قائلاً إن لندن تستعد لتكون جزءاً من عملية إعادة هيكلة سوريا سياسياً واقتصادياً وأمنياً.
وأوضح أن بريطانيا ستسعى لتوسيع تعاونها مع دمشق في ملفات مكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار، مشيراً إلى أن لندن تريد دوراً مركزياً في بناء مؤسسات الدولة السورية الجديدة، بما يتوافق مع مصالحها الأمنية والاستراتيجية.

وأضاف أن بريطانيا ستربط تعاونها مع دمشق بموقف الأخيرة من التنظيمات التي تعتبرها لندن مهددة للاستقرار، سواء "داعش" أو الجماعات المدعومة من إيران وحزب الله، وحتى بعض الفصائل الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي.

إعادة توازن القوى ومنافسة النفوذ الروسي والإيراني

يرى توفيق أن القرار البريطاني يهدف إلى إعادة التوازن داخل الساحة السورية، من خلال تقليص نفوذ موسكو وطهران، والتمهيد لدور غربي جديد يوازن الكفة داخل الإقليم.
وأكد أن لندن تنظر إلى سوريا كبوابة لإعادة رسم النظام الإقليمي الجديد، مشيراً إلى أن التحول البريطاني يتقاطع مع رؤية واشنطن وتل أبيب لإعادة ضبط موازين القوى بين الشرق والغرب.

وقال إن بريطانيا تدرك أن الشرق الأوسط لم يعد كما كان، وتسعى لاستعادة موقعها التاريخي كلاعب أساسي بعد عقود من التراجع.

تمهيد لتحرك أوروبي وأمريكي مشابه

كشف الكاتب السوري أن القرار البريطاني سيشجع عواصم أوروبية أخرى على اتخاذ خطوات مشابهة تجاه سوريا، وربما يمهّد لتحرك أمريكي وشيك.
وأوضح أن هناك معلومات تشير إلى نية واشنطن تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن لرفع اسم الرئيس أحمد الشرع ووزير داخليته أنس خطاب من قوائم الإرهاب، في خطوة تُعد بداية تحول غربي أوسع نحو الاعتراف بالنظام الجديد في دمشق.

عودة بريطانية عبر البوابة السورية

اختتم توفيق حديثه بالتأكيد على أن بريطانيا تعود اليوم إلى الشرق الأوسط عبر البوابة السورية، مدفوعةً بإدراكها لأهمية دمشق الجيوسياسية والاستراتيجية في قلب الصراع الدولي.
وقال إن التاريخ يعيد نفسه، فبريطانيا التي كانت أحد أبرز اللاعبين في رسم خرائط المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى، تعود الآن بثوب جديد، مستخدمة الدبلوماسية والاقتصاد بدلاً من القوة العسكرية، لتستعيد موقعها في معادلة النفوذ من جديد.

تم نسخ الرابط