لندن تستعد لعرض وثيقة ميلاد أمريكا: نسخة نادرة من إعلان الاستقلال تظهر بعد 250 عاماً

تستعد العاصمة البريطانية لندن لحدث تاريخي استثنائي يعيد إلى الذاكرة لحظة ميلاد الولايات المتحدة الأميركية قبل قرنين ونصف، إذ سيُعرض العام المقبل إحدى أندر النسخ الأصلية من إعلان الاستقلال الأميركي ضمن معرض ضخم يكشف ملامح الثورة التي غيرت وجه العالم.

عرض استثنائي في قلب لندن

تستضيف الأرشيفات الوطنية في منطقة "كيو" اللندنية معرضاً بعنوان "الثورة 250: صناعة الولايات المتحدة الأميركية"، يضم وثائق نادرة تحكي قصة ولادة أمة من رحم الصراع مع الإمبراطورية البريطانية. 

ويُتوقع أن يجذب المعرض اهتماماً عالمياً واسعاً لما يحتويه من مخطوطات أصلية ووثائق شكلت حجر الأساس للجمهورية الأميركية الحديثة.

وثائق صنعت التاريخ الأميركي

يتضمن المعرض مجموعة فريدة من الوثائق أبرزها النسخة النادرة من إعلان الاستقلال المعروفة باسم "نسخة دنلاب"، إلى جانب قانون الشاي الذي أشعل فتيل الثورة بعد حادثة حفلة شاي بوسطن، بالإضافة إلى معاهدة باريس التي أنهت حرب الاستقلال وأجبرت بريطانيا على الاعتراف بالولايات المتحدة كدولة مستقلة.

هذه الوثائق تشكل معاً لوحة تاريخية متكاملة تسلط الضوء على مراحل التحول من مستعمرات صغيرة إلى قوة عالمية ناشئة.

أسرار النسخة النادرة من إعلان الاستقلال

تحمل النسخة التي ستُعرض في مايو المقبل قيمة تاريخية استثنائية، إذ تعد من أولى الطبعات الرسمية لإعلان الاستقلال، وجرى طبعها في فيلادلفيا يوم 4 يوليو 1776 على يد الطابع جون دنلاب الذي ذيّل كل نسخة باسمه، ومنه جاء اسمها الشهير "نسخة دنلاب".
ويُعتقد أن عدد النسخ الأصلية لم يتجاوز 200 نسخة فقط، ما يجعلها من أندر الوثائق في التاريخ الأميركي.

اكتشاف مثير يعيد المجد لوثيقة الاستقلال في لندن

شهد عام 2009 اكتشافاً مفاجئاً عندما عثر بائع كتب نادرة أميركي على نسخة محفوظة بحالة ممتازة داخل ملفات الأرشيف الوطني البريطاني.

وجاء هذا بعد اكتشاف سابق في عام 1989 داخل سوق للسلع المستعملة، حيث بيعت النسخة لاحقاً في مزاد عام 2000 مقابل 8.14 مليون دولار.
هذا الكشف عزز مكانة نسخة دنلاب كأحد أهم الكنوز التاريخية التي تربط بين الماضي الثوري لأمريكا وذاكرة الإمبراطورية البريطانية.

احتفاء بالحرية والإرث الإنساني

يرى منظمو المعرض أن عرض هذه النسخة في لندن يحمل رمزية عميقة، إذ يجسد مصالحة التاريخ مع ذاته، ويعيد التذكير بأن فكرة الحرية التي خرجت من المستعمرات الأميركية باتت اليوم جزءاً من الوعي الإنساني المشترك.

ويهدف الحدث إلى إتاحة فرصة نادرة للجمهور البريطاني والعالمي لمعاينة الوثيقة التي أعلنت ميلاد دولة غيرت موازين القوى في العالم إلى الأبد.