وداعًا للفوضى.. الطريق الدائري يبدأ مرحلة النقل الحضاري

نهاية عصر الميكروباصات في مصر بعد قرار حكومي بمنعها من الطريق الدائري
لطالما كان الطريق الدائري في القاهرة الكبرى رمزًا للازدحام المروري والتكدس العشوائي، خاصة بسبب الانتشار الكبير لسيارات الميكروباص التي كانت تتحرك بلا نظام أو رقابة فعالة.
اليوم، ومع قرار حكومي حاسم، تستعد مصر لإغلاق صفحة من الفوضى المرورية، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من النقل الحضاري، مع إطلاق مشروع "الأتوبيس الترددي السريع BRT".
هذا المشروع ليس مجرد وسيلة نقل جديدة، بل نقلة نوعية في فلسفة التنقل داخل العاصمة، يعتمد على مسارات مخصصة، ونظام إلكتروني منظم، ومحطات حديثة، بعيدًا عن العشوائية التقليدية التي اعتادها المواطنون لعقود.
تحوّل جذري في مشهد النقل العام
أعلنت وزارة النقل المصرية بدء إخراج سيارات الميكروباص تدريجيًا من الطريق الدائري، بالتزامن مع تشغيل المرحلة الأولى من الأتوبيس الترددي السريع، والتي تمتد لمسافة 35 كيلومترًا من محطة أكاديمية الشرطة حتى طريق القاهرة – الإسكندرية الزراعي.
وزير النقل، الفريق كامل الوزير، أوضح أن المشروع سيتم تنفيذه على مراحل، وصولًا إلى منع الميكروباص تمامًا من استخدام الطريق الدائري عند اكتمال منظومة BRT.
بدائل منظمة ومسارات مخصصة
الخطة الحكومية لم تقتصر على إلغاء الميكروباص، بل تشمل إنشاء مواقف بديلة ومنظمة أسفل محطات الأتوبيس الترددي، إضافة إلى إنشاء طرق خدمة جانبية تخدم المركبات الخاصة، بما يضمن انسيابية الحركة وعدم تعطيل مسارات النقل العام.
الهدف من المشروع يتجاوز التنظيم المروري، ليشمل أيضًا حماية البيئة من الانبعاثات الضارة، وتقديم تجربة تنقل مريحة وآمنة وسريعة للمواطنين.
أسعار التذاكر: في متناول الجميع
فيما يتعلق بأسعار التذاكر، أعلن الوزير أن تكلفة أول أربع محطات ستكون 5 جنيهات، في حين تبلغ تكلفة الرحلة الكاملة للمرحلة الأولى (المكونة من 14 محطة) 15 جنيهًا فقط، وهو سعر اقتصادي مقارنة بمستوى الخدمة المقدمة.
تحذير من استخدام المسار المخصص
وجّهت الوزارة تحذيرًا واضحًا للمواطنين بعدم استخدام المسار المخصص للأتوبيسات بسياراتهم الخاصة، حفاظًا على سلامة الطريق وانسيابية الحركة، مؤكدة أن المسار تم تصميمه خصيصًا لخدمة منظومة النقل الجديدة.
نقلة حضارية وثقافة جديدة في التنقل
المشروع لا يمثل مجرد تطوير للبنية التحتية، بل هو بداية لتحول ثقافي شامل في طريقة تنقل المواطنين. إنه وداع لعصر الميكروباصات العشوائية، وبداية لعهد جديد من النظام والانضباط في وسائل النقل.
ورغم التخوف الطبيعي من التغيير لدى البعض، إلا أن التجربة المريرة لسنوات من الزحام والارتباك تدفع باتجاه التأييد الواسع لمثل هذه الخطوة، التي طال انتظارها.