رئيس مجلس الادارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان
مدير التحرير
نصر نعيم

أبعاد زيارة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لمصر.. اعتذار التجاوز أم ترميم للعلاقات؟ (خاص)

الرئيس السيسي وكبير
الرئيس السيسي وكبير مستشاري ترامب مسعد بولس

وسط اختلاف في وجهات النظر بشأن أزمات إقليمية متصاعدة، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي لكبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق أوسطية والأفريقية، مسعد بولس، في القاهرة، يوم الأحد، ما يطرح تساؤلات حول توقيت الزيارة وأبعادها السياسية.

ورأي سياسيون أن زيارة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمصر تهدف إلى تجديد التأكيد على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن، وأهمية التشاور المستمر حول قضايا المنطقة في ظل الأزمات المشتعلة.

الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي مسعد بولس
الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي مسعد بولس

مصر شريك لا غنى عنه

وأكدت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، غادة عجمي، أن زيارة بولس دليل على حرص واشنطن على استمرار التشاور مع القاهرة بشأن قضايا المنطقة.

وأشارت عجمي إلى أن الولايات المتحدة تدرك أهمية الدور المصري السياسي في ملفات عدة، وهو ما عكسه مضمون اللقاء مع الرئيس السيسي.

تأكيدات متبادلة على عمق العلاقات

وفي أول لقاء مع مسؤول أمريكي منذ انتهاء جولة ترامب في المنطقة، الجمعة الماضي، نقل بولس إلى السيسي رسالة من ترامب تؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين بين مصر والولايات المتحدة.

حضور رفيع المستوى من الجانبين

حضر اللقاء من الجانب المصري كل من وزير الخارجية بدر عبد العاطي، ورئيس المخابرات العامة حسن رشاد، بينما شارك من الجانب الأمريكي السفيرة هيرو مصطفى، وجوشوا هاريس نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شمال أفريقيا.

غزة محور أساسي في المحادثات

وتطرق لقاء السيسي وبولس إلى جهود استعادة الاستقرار في المنطقة، والعمل على وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، وفق بيان صادر أمس الأحد، عن الرئاسة المصرية. 

ورحّب الرئيس السيسي، بالتنسيق الثلاثي القائم بين مصر والولايات المتحدة وقطر بشأن جهود الوساطة في غزة، مؤكدًا حرص مصر على استمرار التعاون في المرحلة المقبلة.

من جهته، أكد بولس على حرص واشنطن على استمرار التعاون مع مصر لتحقيق الهدوء الإقليمي، بما يصب في صالح استقرار المنطقة وخدمة جميع الأطراف المعنية.

الملف الليبي: دعم مصر لحل سياسي ليبي-ليبي

وتطرقت المباحثات إلى الأزمة الليبية، حيث شدد الرئيس السيسي على أن مصر كانت ولا تزال الأكثر تضرراً من حالة عدم الاستقرار في ليبيا.

وأكد أن القاهرة حريصة على دعم الحل الليبي-الليبي دون تدخلات خارجية، والتوافق على حكومة موحدة ذات مصداقية مدعومة من كافة المؤسسات الليبية، تكون مهمتها الأساسية تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة.

ملفات لبنان والسودان واليمن على الطاولة

كما ناقش الطرفان الأوضاع في لبنان، والسودان، واليمن، حيث تم التأكيد على أهمية الحفاظ على استقرار تلك الدول الشقيقة، وصون سيادتها ومقدراتها، ودعم مسارات الحلول السياسية الشاملة.

القرن الأفريقي والساحل

وامتد الحديث إلى القارة الأفريقية، لا سيما في منطقتي القرن الأفريقي والساحل، حيث تم بحث سبل دعم استقرار تلك الدول وتعزيز دور الحكومات ومؤسسات الدولة لضمان مصالح شعوبها.

الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي مسعد بولس
الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي مسعد بولس

دعوات متبادلة وزيارات مؤجلة

وفي فبراير الماضي، تلقى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًّا من نظيره الأمريكي، تبادلا خلاله الدعوات لزيارات رسمية.

دعا ترامب نظيره المصري إلى زيارة البيت الأبيض، فيما وجه الرئيس السيسي دعوة مماثلة للرئيس الأمريكي لزيارة القاهرة والمشاركة في افتتاح المتحف المصري الكبير المقرر في يوليو المقبل.

تنسيق قائم رغم الاختلافات

وترى وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، سحر البزار، أن زيارة بولس تشير إلى وجود مساحات من التوافق بين الجانبين، رغم ما قد يبدو من تباين سياسي أو عدم دفء في العلاقات.

وأشارت البزار إلى أن الملفات المشتركة تتجاوز التهدئة في غزة، مؤكدة أهمية استمرار التنسيق المشترك.

القاهرة خارج جولة ترامب الخليجية

وشملت جولة ترامب الأخيرة في المنطقة السعودية وقطر والإمارات، لكنها لم تتضمن لقاء مع الرئيس السيسي، بخلاف زيارته عام 2017 التي شهدت قمة مصرية أمريكية في الرياض. 

ويُرجع البعض هذا الغياب إلى اختلافات في المواقف بين الجانبين، لا سيما حول الحرب في غزة، ورفض القاهرة المتكرر لمقترحات التهجير، إلى جانب تمسكها بخطة إعادة الإعمار التي تبنتها الجامعة العربية.

كما رفضت مصر مطالب ترامب بإعفاء السفن الأمريكية من رسوم قناة السويس، واعتبرته تهديدًا لسيادتها الاقتصادية.

هل تجاوز ترامب مصر؟

مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأمريكية، هاجر الإسلامبولي، اعتبرت أن العلاقات بين القاهرة وواشنطن لا تقف على لقاءات رئاسية فقط، وأن الظروف الخاصة بجولة ترامب الأخيرة، التي غلب عليها الطابع الاقتصادي، لم تسمح بعقد لقاءات سياسية موسعة.

وأوضحت الإسلامبولي، أن الزيارات الرئاسية عادة ما تسبقها تحضيرات دقيقة لضمان تحقيق أهدافها.

وأكدت أن غياب القاهرة عن محطات جولة ترامب لا يعني بالضرورة وجود فتور أو توتر في العلاقات، لا سيما في ظل استمرار مصر بدور فاعل في الوساطة المتعلقة بغزة بالتنسيق مع واشنطن والدوحة.

تم نسخ الرابط