رئيس مجلس الادارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان
مدير التحرير
نصر نعيم

لماذا استقبلت السعودية ترامب على سجادة بنفسجية بدلًا من الحمراء؟

سجادة بنفسجية في
سجادة بنفسجية في استقبال الرئيس الأمريكي بالرياض

في مشهد غير تقليدي، استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سجادة بنفسجية لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض، في زيارة تستمر أربعة أيام إلى منطقة الخليج، ما أثار فضول المتابعين حول دلالة هذا اللون غير المألوف في البروتوكولات الدبلوماسية.

سجادة بنفسجية في استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرياض
سجادة بنفسجية في استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرياض

لون جديد يعيد تعريف الاستقبال الرسمي

بعيدًا عن السجادة الحمراء التقليدية، اختارت السعودية السجادة البنفسجية – المعروفة باسم السجادة الخزامية – لتكون عنوانًا لترحيبها بكبار الزوار. 

هذا التغيير، وفق ما أكدت وزارة الثقافة السعودية، يهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية، والاحتفاء بالجمال الطبيعي والثقافي للمملكة، خاصة منطقة عسير.

ويرمز اللون البنفسجي إلى أزهار الخزامى والريحان الصحراوي وأشجار الجاكرندا التي تزدهر في عسير خلال الربيع، في مشهد يوثق التنوع البيئي الفريد للمملكة.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان 
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان 

السدو.. نقوش البداوة على أرضية المستقبل

تصاميم السجادة مستوحاة من فن السدو، وهو تراث بدوي مسجّل في اليونسكو ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي. 

وتُصنع هذه الزخارف الهندسية من صوف الأغنام وشعر الإبل والماعز، بواسطة نساء البدو، لتجسد الصلابة والهوية البدوية الأصيلة.

رمزية ملكية وثقافة وطنية في لون واحد

تاريخيًا، ارتبط البنفسجي بالملكية، إذ استُخرجت صبغته النادرة من أصداف بحرية على سواحل لبنان.

تبني السعودية لهذا اللون يعكس مزيجًا من الرمزية الملكية والفخر المحلي، مقدّمة صورة دبلوماسية ذات طابع ثقافي.

وقد استُخدم هذا الترحيب أيضًا مع قادة عالميين آخرين، مثل الرئيس الصيني شي جين بينج، في إشارة إلى توجه استراتيجي سعودي في إعادة صياغة صورتها الدولية.

استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض
استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض

السجادة البنفسجية ضمن رؤية 2030

السجادة ليست مجرد تفاصيل بروتوكولية، بل جزء من تحول أوسع تقوده المملكة ضمن رؤية 2030، والتي تسعى إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز السياحة والثقافة. 

وتستثمر السعودية بكثافة في عسير كموقع جذب عالمي، بفضل مناخها الجبلي وتقاليدها مثل التيجان الزهرية.

ويعكس التعاون بين وزارة الثقافة والبروتوكول الملكي حالة التجدد والنمو الثقافي، في وقت تركز فيه المملكة على التراث المحلي كأداة دبلوماسية ناعمة.

صورة جديدة للسعودية

في زمن تُقاس فيه القوة الناعمة بالرموز البصرية والثقافية، تبرز السجادة الخزامية كمثال على الدبلوماسية الثقافية السعودية الحديثة، التي تجمع بين الحداثة والجذور، والتقاليد والاستراتيجية.

وبين زهور الربيع في عسير، ونقوش السدو على أرضية المستقبل، تبدو السعودية عازمة على التحول من صورة الصحراء التقليدية إلى مركز ثقافي وسياحي عالمي.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

تفاصيل زيارة ترامب للشرق الأوسط

ووصل ترامب، صباح اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة السعودية الرياض في زيارة رسمية هي الأولى له خارج الولايات المتحدة منذ توليه منصبه، والثانية على الصعيد الدولي بعد مشاركته في جنازة البابا فرنسيس بروما.

وكان ولي العهد السعودي في مقدمة مستقبلي ترامب لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي، حيث جرت مراسم استقبال رسمية، أعقبها انتقال الطرفين إلى قصر الضيافة لعقد مباحثات ثنائية أولية.

وتناولت المحادثات عددًا من الملفات الإقليمية والدولية، في مقدمتها تطورات الأوضاع في غزة، وجهود التهدئة، إضافة إلى ملف الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب سبل تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان 
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان 

ومن المقرر أن يشارك ترامب لاحقًا في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، الذي يحضره نخبة من كبار رجال الأعمال والمسؤولين، من بينهم إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا والمستشار الاقتصادي المقرب من ترامب.

ووفق الجدول المعلن، سيواصل ترامب جولته الإقليمية بزيارة إلى قطر غدًا الأربعاء، ثم إلى الإمارات يوم الخميس، وسط أنباء عن احتمال توجهه إلى تركيا لاحقًا للمشاركة في قمة مرتقبة قد تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في محاولة جديدة للدفع نحو تسوية سياسية للنزاع الدائر منذ أكثر من عامين.

وتأتي زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، مع سعي واشنطن لإعادة رسم ملامح استراتيجيتها في المنطقة، عبر دعم جهود وقف إطلاق النار في غزة، والضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للموافقة على اتفاق تهدئة جديد، بالتوازي مع المساعي الأمريكية لإنهاء الحرب الأوكرانية.

تم نسخ الرابط