أسعار النفط تتحرك في نطاق ضيق بين مخاطر الإمدادات والتوترات الجيوسياسية
أنهت أسعار النفط تعاملات نهاية الأسبوع على ارتفاع طفيف، في حركة تعكس توازنًا هشًا بين مخاوف تعطل الإمدادات وتراجع علاوات المخاطر الجيوسياسية.
فبين تشديد واشنطن قبضتها على صادرات فنزويلا، وترقب الأسواق لأي اختراق محتمل في مسار السلام بين روسيا وأوكرانيا، ظل الخام محصورًا في نطاق ضيق، مع بقاء المتعاملين في حالة انتظار لإشارات أوضح تحدد اتجاه السوق خلال الفترة المقبلة.
مكاسب محدودة
وسجلت أسعار الخام ارتفاعًا عند الإغلاق، حيث صعد خام برنت إلى ما يزيد قليلًا على 60 دولارًا للبرميل، بينما اقترب خام غرب تكساس الوسيط من 57 دولارًا، ورغم هذا التحسن اليومي، فإن الأداء الأسبوعي ظل سلبيًا، حيث تكبد الخامان القياسيان خسائر للأسبوع الثاني على التوالي، بعد تراجعات حادة الأسبوع الماضي، ويعكس هذا المسار حالة التردد التي تسيطر على الأسواق، في ظل تضارب العوامل المؤثرة على جانبي العرض والطلب.

فنزويلا في بؤرة الاهتمام
وأعادت التطورات المرتبطة بفنزويلا ملف إمدادات النفط إلى الواجهة، بعدما كشفت بيانات تتبع السفن عن تحركات لناقلات نفط خاضعة للعقوبات، بعضها غير مساره أو توقف عن الإبحار.
وفي المقابل، سمحت كاراكاس لعدد من ناقلات النفط غير الخاضعة للعقوبات بمغادرة موانئها متجهة إلى الصين، في خطوة تعكس محاولات الالتفاف على القيود المفروضة.
وتنتج فنزويلا نحو 1% من الإمدادات العالمية، إلا أن أي اضطراب في صادراتها يظل عاملًا حساسًا في سوق تعاني أصلًا من توترات مزمنة.
عقوبات أميركية تزيد الضبابية
وزاد فرض عقوبات أميركية جديدة على شخصيات مقربة من القيادة الفنزويلية من حدة المشهد، غير أن الغموض بشأن آليات تنفيذ القيود على حركة الناقلات حد من تأثير هذه التطورات على الأسعار.
ويرى محللون أن عدم وضوح كيفية تطبيق الحظر خفف من علاوات المخاطر، ما حال دون قفزات سعرية أكبر رغم التوترات السياسية.

السلام الأوكراني الروسي
وتتابع الأسواق عن كثب التصريحات المتبادلة بشأن احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام بين موسكو وكييف، فنجاح أي مسار تفاوضي قد يفتح الباب أمام تخفيف قيود على الإمدادات الروسية، وهو ما يشكل عامل ضغط هبوطي محتمل على الأسعار، ويحد من شهية المستثمرين للمراهنة على ارتفاعات حادة.
مؤشرات الإنتاج الأميركي
وعلى صعيد آخر، أظهرت بيانات حديثة تراجع عدد حفارات النفط في حوض بيرميان الأميركي إلى أدنى مستوى منذ نحو ثلاث سنوات، ويعد هذا المؤشر إشارة مبكرة لاحتمال تباطؤ الإنتاج مستقبلًا، مما قد يوفر دعمًا إضافيًا للأسعار إذا استمر الاتجاه النزولي في أنشطة الحفر خلال الأشهر المقبلة.





