الذهب يلمع والنفط تحت الضغط.. جولدمان يرسم خريطة المعادن والطاقة حتى 2026

قدم بنك جولدمان ساكس رؤية شاملة لمسار أسعار الذهب والنحاس والنفط خلال العامين المقبلين، عاكسًا تباينًا واضحًا في الاتجاهات بين المعادن النفيسة والصناعية من جهة، وأسواق الطاقة من جهة أخرى، وهذه التوقعات تفتح الباب أمام قراءة أعمق لموازين العرض والطلب، وتأثير السياسة النقدية، ومستقبل الاستثمار في السلع العالمية.

الذهب على أعتاب مستويات تاريخية

وتوقع بنك جولدمان ساكس أن يشهد الذهب موجة صعود قوية خلال الفترة المقبلة، مرجحًا ارتفاع سعر الأونصة بنحو 14% ليصل إلى 4900 دولار بحلول ديسمبر 2026، وفق السيناريو الأساسي للبنك، ويرى أن المعدن الأصفر لا يزال يتمتع بجاذبية استثمارية قوية، خاصة في ظل تصاعد حالة عدم اليقين عالميًا.

وأشار البنك إلى أن هناك مخاطر صعودية إضافية قد تدفع الأسعار إلى مستويات أعلى من التوقعات الحالية، في حال اتساع قاعدة المستثمرين الأفراد وزيادة توجههم نحو تنويع محافظهم باستخدام الذهب كأداة للتحوط.

البنوك المركزية والفائدة يدعمان المعدن الأصفر

وأرجع جولدمان ساكس نظرته الإيجابية إلى استمرار الطلب القوي من البنوك المركزية حول العالم، إلى جانب التأثير الإيجابي المتوقع لخفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وأكد البنك تمسكه بتوصيته للمستثمرين بالاحتفاظ بمراكز طويلة الأجل في الذهب، باعتباره ملاذًا آمنًا في فترات التذبذب الاقتصادي.

النحاس يتماسك 

كما توقع جولدمان ساكس أن يحافظ النحاس على تماسكه خلال عام 2026، بمتوسط سعر يقترب من 11400 دولار للطن المتري، وأشار إلى أن حالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية قد تستمر حتى منتصف العام، مع احتمالات بفرض الولايات المتحدة رسومًا على النحاس المكرر في 2027.

وسجل سعر النحاس القياسي لثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن 11721.50 دولارًا للطن، بعد أن لامس مستوى قياسيًا عند 11952 دولارًا الأسبوع الماضي.

النفط تحت ضغط 

أما في سوق الطاقة، فرجح البنك تراجع متوسط أسعار النفط خلال 2026، مع توقع وصول خام برنت إلى 56 دولارًا للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط إلى 52 دولارًا.

واعتبر أن هذا الانخفاض ضروري لإعادة التوازن إلى السوق، ما لم تشهد الإمدادات اضطرابات حادة أو تلجأ أوبك إلى خفض جديد في الإنتاج.

وأوضح أن الأسعار قد تبلغ أدنى مستوياتها في منتصف 2026، مدفوعة بنمو الطلب العالمي بنحو 1.2 مليون برميل يوميًا، إلى جانب تراجع الإمدادات الروسية واستمرار تباطؤ إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك، باستثناء روسيا.