رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

بعد 4 سنوات من إطلاقه.. "شات جي بي تي" يكشف كيف غيّر مستقبل البشر؟

شات جي بي تي
شات جي بي تي

طرحت شركة OpenAI نسخة أولية من نظام محادثة رقمي لم تتوقع له سوى بداية تجريبية منذ 3 سنوات لكن هذا النظام، الذي عُرف لاحقاً باسم ChatGPT، تحول في أشهر قليلة إلى ظاهرة تقنية عالمية أعادت تشكيل قواعد الصناعة، وأطلقت سباقاً محموماً نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي.

اليوم، وبعد مرور ثلاثة أعوام، لا يزال التطبيق يتصدر قائمة التطبيقات المجانية على متجر أبل، ويواصل إشعال موجة ابتكار غير مسبوقة في مجال الذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير حديث لموقع TechCrunch.

تأثير يتجاوز التكنولوجيا

تقول الكاتبة كارين هاو، مؤلفة كتاب إمبراطورية الذكاء الاصطناعي، إن OpenAI أصبحت "أقوى من معظم دول العالم"، بعد أن باتت تؤثر في السياسات، والاقتصادات، وأشكال القوة الرقمية. وترى أن الشركة أعادت رسم ملامح الجغرافيا السياسية والتكنولوجية في آن واحد.

وفي مقال مطول في مجلة The Atlantic، يؤكد الكاتب تشارلي وورزل أن العالم اليوم يعيش داخل "الواقع الذي صنعه شات جي بي تي"، واقع يمتلئ بالأسئلة أكثر من الإجابات؛ شباب يخشون مستقبلًا وظيفيًا غامضًا، وكبار في السن يقال لهم إن مهاراتهم قد تصبح بلا قيمة في زمن تتغير فيه قواعد سوق العمل بسرعة غير مسبوقة.

ورغم تصاعد القلق حول هيمنة "الآلات" على القطاعات المهنية، هناك من يرى أن ما يحدث الآن ليس إلا بداية موجة ازدهار سيقطف ثمارها من يستعد لها مبكراً. فالتقنيات الحالية، وفق المؤيدين، ليست سوى النسخة الأولى من ذكاء اصطناعي سيصبح أكثر نضجاً وتأثيراً.

اقتصاد جديد في الأفق

على المستوى الاقتصادي، أحدث ChatGPT انقلاباً في أسواق المال العالمية. فقد وثقت "بلومبرج" أن شركة NVIDIA كانت أبرز المستفيدين، بعدما قفزت أسهمها بنحو 979% منذ إطلاق النموذج، بفضل الطلب المتسارع على رقائق الذكاء الاصطناعي.

كما ارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرىمثل مايكروسوفت، أبل، جوجل، أمازون، ميتا، وبريدكوم ليصل مجموع وزنها إلى 35% من مؤشر S&P 500، مقارنة بـ20% فقط قبل إطلاق ChatGPT.

لكن هذا الصعود الهائل أثار أحاديث متزايدة حول احتمال وجود فقاعة تقنية جديدة. 

حتى كبار التنفيذيين في الصناعة لم يخفوا قلقهم؛ إذ صرّح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـOpenAI، بأن "أحدهم سيخسر الكثير من الأموال في الذكاء الاصطناعي". بينما قارن بريت تايلور، رئيس مجلس إدارة الشركة، الوضع الحالي بفقاعة الدوت كوم في نهاية التسعينيات، متوقعاً أن بعض الشركات لن تصمد، لكن التقنيات نفسها ستستمر في خلق قيمة اقتصادية ضخمة كما فعل الإنترنت.

ومع التسارع الهائل في تطوير النماذج الذكية، يبرز سؤال جوهري: هل ما نعيشه اليوم هو بداية ثورة طويلة الأمد ستغير كل جوانب الحياة؟ أم أننا نقترب من انفجار فقاعة جديدة في عالم التكنولوجيا؟

الإجابة قد تتضح بعد ثلاث سنوات أخرى… أو ربما أبكر مما نتوقع.

تم نسخ الرابط