رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

ابتكار واعد يغير مستقبل علاج بيتا ثلاسيميا وأمراض الهيموجلوبين

ابتكار واعد يغير
ابتكار واعد يغير مستقبل علاج بيتا ثلاسيميا

في تطور علمي قد يغير قواعد اللعبة في علاج الأمراض الوراثية، كشفت تقنية تحرير جيني جديدة تعرف باسم PERT عن قدرة لافتة على تصحيح مجموعة واسعة من الاضطرابات الناتجة عن الطفرات "الهراء"، بما في ذلك تلك التي تعطل إنتاج الهيموجلوبين. 

وتوفر هذه الأداة، التي جرى وصفها في دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature، مقاربة علاجية موحدة لأمراض كان التعامل معها يتطلب سابقًا تدخلات مصممة خصيصًا لكل حالة.

كيف تعمل تقنية PERT؟

تجمع PERT  اختصار للتحرير الأولي مع القراءة الانتقالية بوساطة الحمض النووي الريبي  بين تقنية التحرير الأولي للجينات وجزيئات الحمض النووي الريبي الناقل الكابت المُهندسة. 

وتقوم هذه الجزيئات بتوجيه آلية تصنيع البروتين داخل الخلية لتجاوز إشارات التوقف المبكرة التي تسبّبها الطفرات غير المنطقية.

هذه الطفرات تشكل نحو ربع جميع المتغيرات الجينية المرتبطة بالأمراض، ما يجعلها تحديًا كبيرًا أمام تطوير علاج شامل. ومع تمكين الخلية من إنتاج بروتينات كاملة الوظيفة رغم وجود هذه الطفرات، تفتح PERT الباب أمام مقاربة جذرية جديدة لإصلاح الخلل الجيني.

نتائج الدراسة: فعالية واسعة وتأثيرات طويلة الأمد

قاد فريق الباحث ديفيد ليو من معهد برود التابع لمعهد MIT وجامعة هارفارد دراسة أظهرت نتائجها أن نظام PERT نجح في تخطي كودونات التوقف وإعادة إنتاج البروتين عبر عدة جينات مريضة، سواء في مزارع خلايا بشرية أو نماذج فئران.

الأداة الجديدة تمتاز كذلك بإمكانية دمج جين الحمض النووي الريبي الناقل الكابت مباشرة في الجينوم باستخدام التحرير الأولي، ما يمنح تأثيرات طويلة الأمد دون الحاجة إلى جرعات متكررة، وهو تقدم ملحوظ مقارنة بطرق سابقة تعتمد على النواقل الفيروسية أو الجسيمات النانوية.

انعكاسات مهمة على اضطرابات الهيموجلوبين

تضم قائمة الأمراض المستهدفة أشكالًا من بيتا ثلاسيميا، حيث تؤدي الطفرات غير المنطقية إلى وقف إنتاج الهيموغلوبين الطبيعي.

 وبفضل قدرته على تجاوز إشارات التوقف المبكرة، يُمكن لـPERT استعادة تصنيع بروتينات الهيموجلوبين الصحية وتقليل معاناة المرضى الذين يعتمدون على علاجات طويلة الأمد أو إجراءات تدخلية.

منصة علاجية موحدة بدل "حل لكل مرض"

تعتمد معظم علاجات تحرير الجينات الحالية على استهداف طفرة واحدة أو مرض واحد، مما يجعل التطوير مكلفًا وبطيئًا. 

أما نظام PERT، بقدرته على معالجة فئة واسعة من الطفرات، فقد يكون نقطة تحول تتيح تسريع تطوير العلاجات وزيادة عدد المستفيدين بشكل كبير.

وقال ديفيد ليو إن هذا النهج "يفتح آفاقًا بالغة الأهمية للمرضى"، خصوصًا أولئك الذين يعيشون مع أمراض ناجمة عن طفرات مقطوعة.

ماذا بعد؟

ورغم النتائج الواعدة، لا تزال التقنية في مرحلة ما قبل السريرية.

 ويؤكد الباحثون الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتقييم سلامتها وموثوقيتها عبر أنسجة مختلفة، إلى جانب اختبار متانة النظام بعد دمجه في الجينوم.

مع ذلك، تعد هذه الخطوة واحدة من أكثر التطورات جرأة في مجال العلاج الجيني، وقد تمهد الطريق لمنصة علاجية واحدة قادرة على استهداف طيف واسع من الأمراض التي كانت تعد حتى وقت قريب غير قابلة للعلاج.

تم نسخ الرابط