مصر تعتمد نظام مراجعة مالي جديد يلزم البنوك والشركات بتقارير تفصيلية بدءًا من 2027

في تحرك يُعد الأكبر منذ أكثر من 15 عامًا، أعلنت الحكومة المصرية بدء تطبيق منظومة مراجعة مالية جديدة تُلزم البنوك والشركات المقيدة في البورصة والكيانات ذات المصلحة العامة بإصدار تقرير تفصيلي من مراقب الحسابات اعتبارًا من يناير 2027، ضمن خطة موسعة لرفع مستويات الإفصاح والحوكمة في سوق المال.

تأتي هذه الخطوة عقب قرار رئيس الوزراء مصطفى مدبولي باعتماد المعايير المصرية المحدّثة للمراجعة والفحص المالي، والتي تعيد تنظيم قواعد الرقابة على الأسواق والأدوات المالية غير المصرفية.

تقرير مراجعة شامل للمرة الأولى منذ 2008

وبحسب مسؤول بارز في هيئة الرقابة المالية في حديثه لـ" الشرق"، يهدف النظام الجديد إلى تقديم صورة أكثر عمقًا عن الوضع المالي والتشغيلي للمؤسسات من خلال تقارير موسعة تشمل:

تحليل تفصيلي للإيرادات والتكاليف.

تقييم عمليات الإنتاج والبيع.

مراجعة مخاطر الاستمرارية وخطط الإدارة لمعالجتها.

مؤشرات التزام الشركات بمعايير الحوكمة.

تقارير مخاطر تشغيلية ومالية ذات تأثير محتمل على المستثمرين.

وأشار المسؤول إلى أن هذه التقارير ستكون أداة رئيسية للمستثمرين، خصوصًا المؤسسات الأجنبية التي تقيّم قراراتها الاستثمارية بناءً على جودة الإفصاح المالي.

استخدام تقنيات تدقيق متطورة

المعايير الجديدة تتضمن إدخال أدوات تحليل بيانات وتكنولوجيا تدقيق إلكتروني داخل عمليات المراجعة، مع إلزام مكاتب المحاسبة بإنشاء أنظمة مراقبة جودة داخلية لضمان دقة وموثوقية المعلومات.

الكيانات ذات المصلحة العامة تحت المجهر

تستعد الحكومة لإصدار قائمة رسمية بالكيانات ذات المصلحة العامة — وهي المؤسسات ذات الحجم أو التأثير الكبير على الاقتصاد — لتطبيق المعايير الجديدة عليها بشكل إلزامي.

ومن المقرر أن تشمل القائمة الشركات الكبرى في قطاعات:

البنوك

الخدمات المالية

الطاقة

الاتصالات

الصناعات الثقيلة

الشركات ذات الأثر الواسع في السوق.

ويأتي القرار في وقت تشهد فيه البورصة المصرية نشاطًا قويًا؛ إذ ارتفع المؤشر الرئيسي "EGX30" بنحو 36% منذ بداية العام متجاوزًا حاجز 40 ألف نقطة، كما زاد عدد المستثمرين الأفراد إلى 123 ألف مستثمر بنهاية يونيو مقارنة بـ100 ألف في ديسمبر الماضي.

وتستكمل البورصة خلال العامين المقبلين خطوات تطوير السوق عبر إدخال المشتقات المالية وتوسيع أدوات التداول.