رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

طهران تقلب المعادلة: مستشار خامنئي يفتح باب التفاوض ويضع واشنطن أمام اختبار الاحترام

تصريحات إيرانية لعقد
تصريحات إيرانية لعقد جولة مفاوضات مع واشنطن

تتصاعد مؤشرات الانفتاح السياسي في طهران مع تصريحات جديدة تعيد ملف التفاوض مع واشنطن إلى الواجهة، بعد سنوات من القطيعة والاتهامات المتبادلة. 

وتبرز لهجة أكثر مرونة في تصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين، رغم تمسكهم بخطوط حمراء لا تزال تتحكم في مسار العلاقات المستقبلية بين الطرفين. 

ويكشف المشهد الحالي عن معادلة دقيقة تربط بين الاحترام المتبادل، والملف النووي، وصراع النفوذ، بينما تحاول إيران إعادة رسم موقعها في خارطة المواجهة الدولية.

خرازي يؤكد إمكانية التفاوض وفق قاعدة الاحترام

تصريحات مستشار المرشد الإيراني كمال خرازي تعيد تأكيد أن طهران لم تغلق باب التفاوض مع الولايات المتحدة، رغم موقف سابق أعلنه المرشد علي خامنئي حول عدم جدوى الحوار مع واشنطن.
ويشير خرازي، خلال حديث صحفي أعقب مؤتمراً مطولاً في طهران، إلى أن المفاوضات ممكنة بشرط أن تغيّر الولايات المتحدة نهجها الحالي، وأن تتبنى مقاربة قائمة على "الاحترام المتبادل والمساواة".
وتعكس هذه التصريحات رغبة مشروطة لدى إيران في إعادة تقييم مسارات الحوار، مع التمسك بثوابت تعتبرها ضرورية لصون مكانتها الإقليمية وقدراتها الدفاعية.

طهران تتمسك بحقوقها النووية وترفض أي تنازل دفاعي

مداخلة خرازي خلال مؤتمر "القانون الدولي تحت الهجوم: العدوان والدفاع" توضح أن إيران لا ترفض مفاوضات بشأن برنامجها النووي، لكنها تضع حدوداً واضحة لأي تفاهمات محتملة.

وتشدّد طهران، بحسب خرازي، على عدم التخلي عن قدراتها الدفاعية أو التراجع عن أنشطتها السلمية المتعلقة بتخصيب اليورانيوم.
ويعكس هذا الموقف تمسكاً رسمياً بخيار تطوير البرنامج النووي تحت سقف الاستخدام السلمي، مع رفض أي شروط خارج هذا الإطار.

عراقجي ينفي وجود منشآت غير معلنة للتخصيب

إعلان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يؤكد خضوع كل منشآت تخصيب اليورانيوم لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نافياً بشكل قاطع وجود أي مواقع سرية.
ويأتي هذا التصريح في إطار محاولة طهران تعزيز موقفها القانوني أمام المجتمع الدولي، خاصة مع تصاعد الاتهامات الغربية حول شفافية برنامجها النووي.

تحذيرات إيرانية شديدة اللهجة للوكالة الدولية للطاقة الذرية

تصريحات مسؤولين إيرانيين خلال المنتدى الأخير تحمل نبرة تحذيرية تجاه الوكالة في حال اعتماد قرار مناهض لإيران.
ويشير نائب وزير الخارجية كاظم غريب آبادي إلى أن بلاده ستعيد النظر في علاقتها بالوكالة وستتجه نحو مراجعة جذرية إذا صدر القرار.

كما يدعو رئيس منظمة الطاقة الذرية محمد إسلامي الوكالة إلى تحديد مسؤوليتها في حال تعرض منشآت بلاده لهجمات عسكرية، تمهيداً لبناء مفاوضات جديدة على أساس واضح يضمن حماية البنية النووية الإيرانية.

توترات سابقة وجولات تعاون متقطع مع الوكالة

سجل العلاقات بين إيران والوكالة عاش توترات حادة بعد الحرب الإسرائيلية التي استمرت 12 يوماً في يونيو الماضي، حيث علقت طهران تعاونها ومنعت المفتشين من الوصول إلى المواقع المتضررة، متهمة الوكالة بالتحيز وعدم إدانة الهجمات الإسرائيلية.
ثم في سبتمبر، توصّل الطرفان إلى إطار عمل جديد، إلا أن طهران اعتبرته لاحقاً لاغياً بعدما فعّلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا آلية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة التي رُفعت وفق الاتفاق النووي لعام 2015.

انتهاء اتفاق 2015 وإرث الانسحاب الأميركي

مسار الاتفاق النووي وصل رسمياً إلى نهايته في أكتوبر الماضي، لكن انهياره الفعلي سبق ذلك بسنوات بعد انسحاب الولايات المتحدة منه خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب.
ويشكّل هذا الإرث الثقيل خلفية معقدة لأي محادثات مقبلة، ما يجعل شرط "الاحترام المتبادل" الذي تحدث عنه خرازي أساسياً لإعادة فتح الملفات المغلقة بين طهران وواشنطن.

تم نسخ الرابط