رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

واشنطن تهاجم إيران: طهران تموّل الإرهاب وتترك شعبها عطشاً تحت أزمة المياه

طهران على حافة العطش
طهران على حافة العطش

تصعيد جديد في الخطاب الأميركي ضد النظام الإيراني، بعد اتهامات مباشرة وجهتها وزارة الخارجية الأميركية لطهران، معتبرة أن أولوياتها تتركز على تمويل الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة، بدلاً من معالجة أزماتها الداخلية المتفاقمة وعلى رأسها أزمة المياه التي تهدد ملايين الإيرانيين بالعطش والنزوح. 

البيان الأميركي جاء بالتزامن مع تحذيرات إيرانية رسمية من احتمالية إخلاء العاصمة طهران إذا استمر الجفاف حتى نهاية العام.

اتهامات أميركية بالفساد وسوء الإدارة

وزارة الخارجية الأميركية نشرت بياناً حاد اللهجة عبر صفحتها الرسمية باللغة الفارسية على منصة "إكس"، أكدت فيه أن إيران ترزح تحت وطأة الفساد وسوء الإدارة، مشيرة إلى أن الفوضى الاقتصادية وضغط التضخم على العائلات، إلى جانب أزمة المياه المتفاقمة، أدّت إلى فرض نظام حصص وطنية لتوزيع المياه، ما يهدد ملايين الأسر في العاصمة طهران بخطر الإخلاء.

تمويل حزب الله على حساب الشعب الإيراني

البيان كشف أن النظام الإيراني هرّب خلال العام الحالي مليار دولار من العملات الصعبة إلى حزب الله اللبناني، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة معيشية حادة ونقص في الموارد الأساسية.

وجاء في البيان: "تمويل الإرهاب وإحداث عدم الاستقرار في المنطقة يحظيان بالأولوية لدى النظام الإيراني، على حساب احتياجات الشعب من الماء والغذاء والصحة".
الوزارة أكدت أن الشعب الإيراني يستحق قيادة تهتم بصحته ورفاهيته ومستقبله، لا نظاماً يضحي برفاهيته في سبيل أهداف مدمّرة.

تحذيرات داخلية من جفاف كارثي

في الداخل الإيراني، أثار تصريح الرئيس مسعود بزشكيان الأسبوع الماضي ضجة واسعة، بعدما قال إن استمرار الجفاف قد يجبر الحكومة على اتخاذ إجراءات قاسية، مضيفاً: "إذا لم تهطل الأمطار حتى ديسمبر، سنضطر إلى تطبيق نظام تقنين واسع وقد نواجه احتمال إخلاء طهران".

هذه التصريحات أثارت موجة من الجدل داخل إيران، حيث اعتبرها البعض مبالغاً فيها، بينما رأى آخرون أنها تحذير واقعي يعكس حجم الأزمة البيئية الخطيرة التي تضرب العاصمة والمناطق المحيطة بها.

رد حكومي لتهدئة الجدل

المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني خرجت بتوضيح سريع لتخفيف حدة الجدل، مؤكدة أن الرئيس لم يقصد الإعلان عن خطة لإخلاء طهران، بل أراد التحذير من خطورة الوضع المائي في البلاد. 

وقالت مهاجراني: "ربما صيغت بعض العبارات بشكل يُوحي بأن على الناس مغادرة العاصمة، لكن الحقيقة أننا نسعى فقط للتوعية بخطورة الأزمة المائية وليس التخويف".

تحديات داخلية وخارجية متشابكة

المشهد الإيراني اليوم يعكس تحدياً مزدوجاً: داخلياً في إدارة أزمة المياه والاقتصاد، وخارجياً في مواجهة الضغوط الدولية المتصاعدة بسبب سياساتها الإقليمية. 

وبينما تصر واشنطن على أن إيران تُهدر مواردها في تمويل الميليشيات وتغذية الصراعات في المنطقة، تؤكد طهران أن دعم حلفائها يمثل جزءاً من استراتيجيتها للأمن القومي، ولا يتعارض مع جهودها في مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية.

تم نسخ الرابط