وزير الخارجية السوري: انتخابات رئاسية خلال خمس سنوات والعدالة الانتقالية شرط المصالحة الوطنية
رسائل سياسية واضحة وجهها وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في تصريحات رسمية تناولت مستقبل الحكم في سوريا ومسار العدالة والمصالحة الوطنية، إلى جانب الملفات الساخنة في الساحل والسويداء والعلاقات الإقليمية.
الوزير كشف عن جدول زمني للانتخابات الرئاسية المقبلة، محدداً ملامح مرحلة جديدة تقوم على بناء الثقة ونبذ الطائفية.
انتخابات رئاسية مرتقبة خلال خمس سنوات
أكد وزير الخارجية السوري أن بلاده تتجه نحو تنظيم انتخابات رئاسية خلال أربع أو خمس سنوات، مشيراً إلى أن الحكومة الحالية تمكنت من ملء الفراغ السياسي خلال 11 شهراً فقط منذ تسلمها مهامها.
الشيباني شدد على أن هذه المرحلة الانتقالية تمهد لتأسيس حياة سياسية أكثر توازناً، تتضمن مشاركة واسعة وتمثيلاً عادلاً لمختلف فئات المجتمع السوري.
الساحل والجنوب.. أزمات مفتعلة وتدخل خارجي
في تناوله للوضع الداخلي، أوضح الوزير أن ما حدث في الساحل السوري كان مفتعلاً من النظام السابق، في إشارة إلى محاولات لخلق انقسامات داخلية.
أما في محافظة السويداء، فاعتبر أن تدخل إسرائيل فجّر الأحداث هناك، مؤكداً في الوقت نفسه أن الحكومة تتعامل مع أبناء المحافظة كجزء من النسيج الوطني السوري وليس كجماعات تابعة لشيوخ أو زعامات محلية.
الوزير شدد على أن هناك تدخلاً خارجياً في ملف السويداء، معترفاً بأن "الجميع ارتكب أخطاء"، لكنه أشار إلى وجود أطراف داخلية لا ترغب في التسوية الوطنية وتسعى لإطالة أمد التوتر خدمةً لأجندات خارجية.
رفض لمشاريع التقسيم ودعوة إلى نبذ الطائفية
رأى الشيباني أن الطروحات التي تتحدث عن تقسيم سوريا لضمان أمن إسرائيل مقاربة خاطئة ومرفوضة بالكامل، مؤكداً أن نجاح التجربة السورية يتوقف على نبذ الطائفية التي كان النظام السابق يغذيها لعقود.
وأوضح وزير الخارجية السوري أن الوحدة الوطنية هي صمام الأمان لأي مستقبل سياسي، مشدداً على أن المصالحة الحقيقية لا يمكن أن تتحقق دون إرساء العدالة الانتقالية باعتبارها حجر الأساس لإعادة بناء الثقة بين السوريين.
العدالة الانتقالية أساس المصالحة الوطنية
قال وزير الخارجية السوري إن العدالة الانتقالية تشكل أحد أهم الأسس في مسار الإصلاح الوطني، مضيفاً أن الحكومة تعمل على وضع أطر قانونية ومجتمعية تضمن حقوق جميع السوريين.
واعتبر أن تحقيق العدالة شرط ضروري قبل الانتقال إلى مصالحة وطنية شاملة، لأن تجاوز مرحلة الصراع يتطلب معالجة حقيقية لجذور الانتهاكات والظلم الذي عاناه المواطنون.
جمود في المفاوضات مع قسد
وفي حديثه عن العلاقة مع قوات سوريا الديمقراطية، أوضح الشيباني أنه لا يوجد أي تقدم عملي أو إيجابي في المفاوضات مع مظلوم عبدي، قائد "قسد".
الوزير أشار إلى أن الحوار ما زال في مراحله الأولى، وأن الحكومة تسعى للتوصل إلى تفاهم يضمن وحدة الأراضي السورية وسيادتها على كامل ترابها.
إسرائيل تواصل الانتهاكات وسوريا ترد بالدبلوماسية
الوزير كشف أن إسرائيل غير راضية عن التغيير السياسي الحاصل في سوريا، مشيراً إلى استمرارها في انتهاك السيادة السورية وشنّ غارات متكررة على الأراضي السورية.
ومع ذلك، أكد أن دمشق لم تنجرّ إلى الاستفزازات الإسرائيلية، واختارت الرد عبر القنوات الدبلوماسية حفاظاً على الاستقرار الداخلي وتجنباً لأي تصعيد غير محسوب.
فرص اقتصادية مفتوحة أمام الجميع
في الملف الاقتصادي، تحدث الشيباني عن فرص استثمارية واسعة في مختلف القطاعات داخل سوريا، مؤكداً أن هذه الفرص ليست حكراً على عائلة معينة أو جهة حكومية، بل مفتوحة أمام جميع السوريين والقطاع الخاص المحلي والدولي.
الوزير شدد على أن الاقتصاد السوري يمتلك مقومات التعافي إذا توافرت بيئة استثمارية شفافة وآمنة، قادرة على جذب رؤوس الأموال وإعادة الإعمار.

