رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

أوروبا وكندا توحدان الموقف: دعوة لتنفيذ كامل مراحل اتفاق غزة الشامل وإنهاء الحرب نهائياً

انهيار اتفاق غزة
انهيار اتفاق غزة

الاتحاد الأوروبي وكندا يؤكدان دعمهما لتنفيذ اتفاق غزة الشامل بكل مراحله، مشيدين بجهود قمة شرم الشيخ للسلام ودور الولايات المتحدة والوسطاء الإقليميين في إنهاء حرب استمرت عامين، مع تأكيد دعم السلطة الفلسطينية وإبعاد حماس عن إدارة القطاع.

توافق دولي جديد لدعم اتفاق غزة

أعلن الاتحاد الأوروبي وكندا، في بيان مشترك، دعمهما الكامل لتنفيذ جميع مراحل اتفاق غزة الشامل الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية وبرعاية إقليمية، بهدف إنهاء الصراع في القطاع بعد عامين من الحرب المدمّرة.
الجانبان أشادا بالنتائج الإيجابية لقمة شرم الشيخ للسلام التي عُقدت في 13 أكتوبر 2025، معتبرين أنها شكلت نقطة تحول في مسار الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب وبدء عملية سياسية جديدة في المنطقة.

البيان أشار إلى أن الاتفاق يمثل فرصة تاريخية لتحقيق الاستقرار، مشدداً على ضرورة الالتزام الكامل بكل بنوده السياسية والإنسانية والأمنية لضمان سلام دائم في غزة والمنطقة بأسرها.

ترحيب بالإفراج عن الرهائن ودعوة لتسليم الجثامين

الاتحاد الأوروبي وكندا عبّرا عن ترحيبهما بالإفراج عن جميع الرهائن الأحياء الذين احتُجزوا على مدى عامين من قبل حركة حماس، ووجها نداءً عاجلاً لإعادة جثامين الرهائن المتوفين دون تأخير.
البيان اعتبر أن تنفيذ هذه الخطوة أساسي لبناء الثقة بين الأطراف ويمهّد الطريق أمام تطبيق باقي مراحل الاتفاق وفق الجدول الزمني المتفق عليه.

المساعدات الإنسانية أولوية عاجلة

البيان شدد على أهمية استئناف وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، داعياً إلى فتح مسارات برية وبحرية آمنة تسمح بتدفق المساعدات وتوزيعها بشكل مستدام.

وأكد على ضرورة تمكين الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من العمل بحرية تامة داخل القطاع، مع ضمان حماية العاملين الإنسانيين من أي تهديدات أو قيود.

الاتحاد الأوروبي وكندا شددا كذلك على التزامهما بالمساهمة في إعادة إعمار غزة، من خلال برامج دعم مباشر ومشاريع تنموية تشرف عليها مؤسسات دولية لضمان الشفافية والمساءلة.

دعم السلطة الفلسطينية واستبعاد حماس

الجانبان أعلنا دعمهما الكامل للسلطة الفلسطينية في مسار الإصلاح واستعادة دورها الإداري والسياسي في قطاع غزة، مؤكدين أن حماس لن يكون لها أي دور في إدارة القطاع مستقبلاً.

وجاء في البيان أن الدعم الدولي للسلطة الفلسطينية سيتم عبر مجموعة الدول المانحة لفلسطين، ضمن خطة متكاملة لإعادة الإعمار وتعزيز الحوكمة المدنية.

التزام بحلّ الدولتين ووقف الاستيطان

الاتحاد الأوروبي وكندا أعادا التأكيد على موقفهما الموحد الداعم لإقامة سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على أساس حل الدولتين وقرارات مجلس الأمن الدولي.

البيان شدد على أن السلام الحقيقي يتحقق عندما تعيش دولتان ديمقراطيتان إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب داخل حدود آمنة ومعترف بها.

كما دعا الجانبان إلى وقف التصعيد في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وإنهاء عنف المستوطنين ضد المدنيين، بمن فيهم المسيحيون، إضافة إلى وقف التوسع الاستيطاني والعمليات العسكرية الإسرائيلية والهجمات الإرهابية ضد إسرائيل على حد سواء.

وأكد البيان أن على الحكومة الإسرائيلية الالتزام بواجباتها وفق القانون الدولي وضمان حماية المدنيين في جميع المناطق.

اتفاق غزة الشامل خطوة لإنهاء الحرب وإطلاق الإعمار

موقف الاتحاد الأوروبي وكندا يأتي في ظل الزخم الدبلوماسي الذي أعقب إعلان اتفاق غزة الشامل خلال قمة شرم الشيخ، والذي يُعتبر حتى الآن أكثر الخطط شمولاً منذ اندلاع الحرب.

الاتفاق، الذي تمت صياغة مرحلته الأولى في أكتوبر 2025، ينص على وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، واستئناف دخول المساعدات الإنسانية، تمهيداً لبدء عملية إعادة الإعمار وعودة المؤسسات الفلسطينية للعمل داخل القطاع.

ويهدف الاتفاق كذلك إلى وضع ترتيبات أمنية وسياسية طويلة الأمد تضمن استقرار غزة، وتمنع عودة حماس إلى الحكم، وتؤسس لمرحلة جديدة تقود نحو حلّ الدولتين، في إطار قرارات الشرعية الدولية.

رسالة واضحة: لا سلام دون التزام كامل

بيان الاتحاد الأوروبي وكندا حمل رسالة واضحة مفادها أن السلام في غزة لن يتحقق إلا من خلال تنفيذ كامل مراحل الاتفاق دون انتقائية، مع التزام كل الأطراف بالمسؤولية الدولية تجاه المدنيين.
محللون يرون أن هذا الدعم الموحّد من أوروبا وكندا يعكس توافقاً غربياً متزايداً حول ضرورة إنهاء الحرب وإطلاق عملية سياسية شاملة تضع حداً لدوامة العنف وتعيد الأمل لسكان القطاع الذين أنهكتهم الحرب والحصار.

تم نسخ الرابط