رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

القلق الأمريكي يتصاعد: وثائق تكشف هشاشة اتفاق غزة وتحديات إعادة الإعمار

غزة تحت الحصار
غزة تحت الحصار

وثائق أمريكية تكشف القلق العميق لدى إدارة ترامب من انهيار اتفاق غزة بين إسرائيل وحماس، وتسلط الضوء على التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية، وفرص مشاركة المجتمع الدولي في إعادة الإعمار والاستقرار

القلق الأمريكي يسيطر على المشهد

مسؤولون أمريكيون عبروا عن مخاوف كبيرة من انهيار اتفاق السلام في غزة بين إسرائيل وحماس. الوثائق الخاصة، التي حصلت عليها صحيفة "بوليتيكو"، كشفت غياب مسار واضح للتنفيذ، ما يزيد احتمالات فشل الاتفاق في المرحلة المقبلة. 

الإدارة الأمريكية تراقب التطورات عن كثب، مع تقييم مستمر للمخاطر الأمنية والسياسية والإنسانية، وسط تساؤلات حول قدرة الأطراف المحلية على الالتزام بالبنود المتفق عليها.

ندوة CENTCOM تكشف تفاصيل الاتفاق

قدمت الوثائق خلال ندوة استمرت يومين نظمتها القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) وأعضاء مركز التنسيق المدني العسكري في جنوب إسرائيل. 

الحدث جمع نحو 400 مشارك من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ومنظمات غير حكومية وشركات خاصة، ما يعكس حجم الاهتمام الأمريكي بتطورات غزة. 

العروض التقديمية سلطت الضوء على العقبات الكبيرة التي تواجه إدارة ترامب في سبيل ضمان استدامة الاتفاق.

مخاطر نشر قوة الاستقرار الدولية

تضمنت العروض التقديمية تقييمًا دقيقًا لإمكانية نشر "قوة الاستقرار الدولية"، المبادرة الأمنية متعددة الجنسيات المصممة للحفاظ على السلام في غزة. 

الوثائق أشارت إلى علامات استفهام كبيرة حول الانتقال بين المرحلتين الأولى والثانية من خطة السلام، في إشارة إلى حالة عدم اليقين حول قدرة الأطراف الفلسطينية على الالتزام الكامل.

الأوضاع الإنسانية تواجه اختناقات كبيرة

الوثائق أظهرت أن وصول المساعدات الإنسانية محدود للغاية، حيث تصل 600 شاحنة يوميًا فقط، مع اختناقات كبيرة في التوزيع على السكان المحتاجين. 

تقرير صادر عن معهد بلير أشار إلى حجم الدمار الهائل بعد الحرب، وطرح أسئلة حول قدرة حماس على التعاون في نزع السلاح وتأمين الأوضاع الأمنية. 

الإدارة الأمريكية ترى ضرورة دعم طويل الأمد للقوات الأمنية والشرطة الفلسطينية، مع تمويل وإشراف خارجي لضمان الاستقرار في القطاع.

خلافات مستمرة حول الإدارة والسيطرة

الوثائق كشفت وجود خلافات مستمرة بين إسرائيل والفلسطينيين بشأن المسؤول النهائي عن إدارة غزة.

السلطة الفلسطينية تسعى لاستعادة السيطرة الأمنية والإدارية، بينما ترفض الحكومة الإسرائيلية السماح لها بالحكم الكامل، ما يخلق تعقيدات كبيرة أمام تطبيق اتفاق السلام.

العروض التقديمية أظهرت أن الولايات المتحدة تخطط لتولي دور إشرافي شامل يشمل الجوانب الأمنية والاقتصادية لإعادة الإعمار، مع محاولة دمج شركاء دوليين لتخفيف العبء الأمريكي.

التحديات السياسية والأمنية

وثائق أخرى أكدت أن حماس تعيد فرض سلطتها عبر القوة والشرطة القسرية، مستغلة أي تأخير في المبادرات الدولية لتعزيز سيطرتها.

التهديدات المحتملة تتراوح بين الدعاية وتكتيكات الهجمات بالوكالة، ما يزيد من صعوبة تطبيق الاتفاق على أرض الواقع. 

الإدارة الأمريكية تواجه تحديات في ضمان الالتزام البنّاء من كافة الأطراف، بينما تحاول تنسيق المساعدات الدولية لضمان الاستقرار.

المشاركة الدولية والتمويل

الوثائق أشارت إلى استعداد العديد من الدول لتقديم تمويل أو موارد بشرط وجود تفويض من الأمم المتحدة. 

الإدارة الأمريكية تخطط لعقد مؤتمر دولي للمانحين بعد تمرير قرار مجلس الأمن، لكن جدول التنفيذ والجدوى المالية لا يزالان غير محددين. 

مسؤولون أمريكيون أكدوا أن القدرة على الحفاظ على خطة غزة تعتمد على التزام الأطراف المختلفة وتعاون المجتمع الدولي لضمان تطبيق مستدام للاتفاق.

أثر الاتفاق على إعادة الإعمار والاستقرار

الوثائق أظهرت أن إعادة الإعمار في غزة تتطلب إشرافًا دقيقًا من الولايات المتحدة، مع إمكانية توسيع دور شركاء دوليين. 

القطاع الاقتصادي، الخدمات الأساسية، والبنية التحتية جميعها تحتاج إلى دعم طويل المدى لضمان استقرار المنطقة. 

الإدارة الأمريكية ترى أن الاتفاق ليس مجرد تفاهم سياسي، بل مشروع استراتيجي يعكس التزام واشنطن بتقليل المخاطر الأمنية والسياسية في غزة.

خلاصة المشهد الأمريكي في غزة

الوثائق الأمريكية تكشف هشاشة اتفاق غزة وتعقيدات تنفيذه على الأرض. 

القلق الأمريكي يتركز حول التزام الأطراف الفلسطينية، قدرة حماس على فرض السيطرة، والتنسيق مع إسرائيل لضمان استدامة الاتفاق.

الإدارة الأمريكية تستعد لعقد مؤتمر المانحين ومشاركة المجتمع الدولي لضمان استقرار القطاع، مع التأكيد على أن أي جهود طويلة المدى تتطلب إشرافًا أمريكيًا مستمرًا، وتنسيقًا دقيقًا بين القوى الدولية لضمان نجاح خطة السلام وتحقيق إعادة إعمار فعالة.

تم نسخ الرابط