رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

الرئيس اللبناني يعلن التفاوض مع العدو وتصعيد إسرائيلي يهدد بانهيار الهدنة جنوباً

الرئيس اللبناني يلتقي
الرئيس اللبناني يلتقي بوفد من آل خليل

موقف مفاجئ أعاد خلط الأوراق في المشهد اللبناني الإسرائيلي، بعد أن أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون أن بلاده لا تملك سوى خيار التفاوض، مؤكداً أن "التفاوض لا يكون مع صديق أو حليف بل مع عدو". 

تصريحات الرئيس اللبناني جاءت في وقتٍ تتصاعد فيه التهديدات الإسرائيلية للبنان، وتزداد فيه الضغوط الأميركية للدفع نحو اتفاق شامل ينهي الأزمة الحدودية. 

هذه التطورات تنذر بمرحلة جديدة من الشد والجذب بين بيروت وتل أبيب، قد تعيد إشعال الجبهة الجنوبية رغم اتفاق الهدنة القائم منذ العام الماضي.

عون: لا مفر من التفاوض.. الحرب لم تعد خياراً

أكد الرئيس اللبناني خلال لقاءات بالقصر الجمهوري أن الخيارات أمام لبنان محدودة، مشيراً إلى أن العمل السياسي يعتمد على ثلاث أدوات هي الدبلوماسية والاقتصاد والحرب، موضحاً أن نهاية أي حرب في العالم تكون عبر التفاوض. 

وشدد الرئيس اللبناني على أن الحوار لا يجري مع الأصدقاء بل مع الأعداء، في إشارة مباشرة إلى إسرائيل، ما يُعد تحولاً لافتاً في الخطاب الرسمي اللبناني تجاه ملف النزاع الحدودي والوجود العسكري جنوب البلاد.

https://x.com/LBpresidency/status/1985335316480192772?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1985335316480192772%7Ctwgr%5E43b8b2b9715c254da8a41918c30f0c6176a35bdc%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Ftelegram.org%2Fembed

تل أبيب تلوّح بالقوة وتتهم بيروت بالمماطلة

في المقابل، صعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس لهجته محذراً لبنان من “اللعب بالنار”، ومتهماً حكومته بالمماطلة في نزع سلاح حزب الله. 

وأكد كاتس أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح بوجود أي تهديد على سكان شمال إسرائيل، متوعداً بتوسيع العمليات داخل الأراضي اللبنانية.
وأشار مسؤولون في تل أبيب إلى أن حزب الله بدأ يستعيد قدراته العسكرية، ونجح في تهريب مئات الصواريخ القصيرة من سوريا، ما دفع إسرائيل إلى التلويح بقصف الضاحية الجنوبية من جديد إذا لم يُنفذ اتفاق نزع السلاح بالكامل.

وساطة أميركية وفرنسية ومحاولات لوقف الانهيار

تزامناً مع التصعيد، نقل المبعوث الأميركي توم براك رسالة واضحة إلى بيروت تحثها على التفاوض المباشر مع إسرائيل، ملمحاً إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام دائم. 

وأشار إلى أن استمرار المراوحة السياسية والأمنية سيؤدي إلى انهيار اتفاق الهدنة الموقع في نوفمبر 2024 برعاية أميركية وفرنسية.

الاتفاق نص على انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية جنوباً، مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من التلال اللبنانية التي توغل فيها أثناء الحرب. 

لكن الواقع الميداني يظهر أن الطرفين لم يلتزما كلياً ببنود الاتفاق.

بيروت تتهم تل أبيب بالتصعيد وتؤكد الاستعداد للحوار

الرئاسة اللبنانية أعلنت استعدادها للتفاوض، لكنها اتهمت إسرائيل برفض الحوار عبر غاراتها شبه اليومية على الجنوب والبقاع وحتى ضواحي بيروت. 

كما شددت على أن قرار الحكومة الأخير في أغسطس الماضي بحصر السلاح بيد الدولة وتكليف الجيش بالانتشار الكامل في الجنوب، دليل على رغبة حقيقية في استعادة السيادة وتنفيذ الاتفاق الدولي.

مسار تفاوضي صعب بين نيات معلنة وضغوط خفية

يرى مراقبون أن تصريحات الرئيس اللبناني تمهد لمرحلة مفاوضات معقدة تجمع بين الرغبة في تجنب الحرب والضغوط الإسرائيلية المتزايدة.

فبينما تسعى واشنطن وباريس لتثبيت الهدوء عبر اتفاق جديد، يبدو أن إسرائيل تراهن على الضغط العسكري لفرض شروطها، في حين يواجه لبنان معضلة داخلية تتعلق بتوازن القوى بين الدولة وحزب الله.
وبين حسابات السياسة ومخاطر الميدان، يبقى التفاوض مع "العدو" خيار الضرورة لا الرغبة، وسط مخاوف حقيقية من انهيار الهدنة وتحول الجنوب مجدداً إلى ساحة مواجهة مفتوحة.

تم نسخ الرابط