توم براك: لا سلام بين لبنان وإسرائيل ما دام سلاح حزب الله قائماً
تصريحات صدامية أطلقها المبعوث الأميركي توم براك خلال منتدى "حوار المنامة"، حيث وضع إصبعه على جوهر الأزمة بين لبنان وإسرائيل، مؤكدًا أن استمرار سلاح حزب الله يشكل العقبة الكبرى أمام أي تفاهم محتمل بين الجانبين.
وفي ظل تصاعد الضربات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني، بدا المشهد أكثر توتراً مع تزايد الدعوات لنزع سلاح الحزب وسط أزمة سياسية واقتصادية خانقة يعيشها لبنان.
توم براك: نزع السلاح شرط للسلام
أكد توم براك أن إسرائيل تقصف جنوبي لبنان بشكل شبه يومي لأن سلاح حزب الله ما زال قائماً، مشيراً إلى أن المشكلة بين البلدين يمكن أن تُحلّ إذا جرى نزع هذا السلاح بالكامل.
وشدد المبعوث الأميركي على أن لبنان لم يعد يملك رفاهية الوقت، وعليه أن يتحرك سريعاً لضبط السلاح المنتشر خارج مؤسسات الدولة، في إشارة واضحة إلى نفوذ حزب الله العسكري.
دعوة إلى الحوار بين بيروت وتل أبيب
أوضح براك أنه من غير المنطقي غياب أي حوار مباشر بين لبنان وإسرائيل، لافتاً إلى استعداد تل أبيب للتوصل إلى اتفاق حدودي شامل، بما في ذلك القضايا العالقة في المناطق الجنوبية.
ويرى محللون أن هذه التصريحات تمثل إشارة أميركية إلى رغبة واشنطن في تحريك الملف اللبناني – الإسرائيلي مجددًا، خاصة بعد الجمود الذي تلا اتفاق ترسيم الحدود البحرية العام الماضي.
حزب الله بين المال والنفوذ
تحدث توم براك عن واقع داخلي مأزوم في لبنان، قائلاً إن حزب الله يحقق عائدات مالية تفوق مخصصات الجيش اللبناني، مشيراً إلى أن كل القطاعات الاقتصادية والمصرفية في البلاد تواجه صعوبات حادة.
ويرى محللون أن هذه المقارنة تُبرز مدى الفجوة بين قدرات الحزب العسكرية والمالية وبين ضعف مؤسسات الدولة الرسمية، وهو ما يعقد أي مسار للإصلاح أو التسوية السياسية.
تصعيد ميداني في الجنوب
ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد عناصر "قوة الرضوان" التابعة لحزب الله في غارة على النبطية، موضحاً أن العنصر كان يخطط لهجمات ضد إسرائيل ويعمل على إعادة بناء مواقع الحزب المدمرة.
وفي الوقت نفسه، أكدت وزارة الصحة اللبنانية مقتل شخصين جراء غارتين إسرائيليتين جديدتين على الجنوب، ليرتفع عدد القتلى إلى 26 منذ بداية الشهر الحالي.
لبنان يندد ويدعو إلى وقف الاعتداءات
من جانبه، وصف الرئيس اللبناني جوزيف عون الغارات الإسرائيلية المتكررة بأنها "اعتداءات ممنهجة" تجهض أي فرصة للتفاوض أو الاستقرار. وأكد أن بلاده تتمسك بحقها في الرد السياسي والدبلوماسي، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف التصعيد.
وبينما يقترب مرور عام على وقف إطلاق النار الذي أنهى حرباً دامية استمرت عاماً كاملاً بين الجانبين، تستمر إسرائيل في شن غاراتها، مبررة ذلك باستهداف بنى عسكرية لحزب الله، فيما يطالب لبنان بانسحاب القوات الإسرائيلية من خمس نقاط حدودية لا تزال موضع خلاف.
أزمة مفتوحة على كل الاحتمالات
تطورات الجنوب اللبناني تؤكد أن المنطقة تقف على صفيح ساخن، وسط غياب أي أفق لحل سياسي قريب. وبين دعوات نزع السلاح واستمرار الغارات، يبقى لبنان عالقاً في دوامة النزاع بين الداخل المثقل بالأزمات والخارج المتحفز للمواجهة.
ويبدو أن تصريحات برّاك جاءت لتعيد تسليط الضوء على ملف خطير، يختزل معادلة معقدة بين سيادة الدولة وموازين القوى في المنطقة، في وقت يترقب فيه العالم ما ستؤول إليه الأوضاع على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.



