باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

ترامب يحسم الجدل: لن أترشح نائباً للرئيس في 2028 ويستبعد خوض ولاية ثالثة

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يؤكد أنه لن يترشح لمنصب نائب الرئيس في انتخابات 2028، مستبعداً فكرة العودة إلى البيت الأبيض بولاية ثالثة رغم تأييد بعض أنصاره، وسط حديث عن خطة لتجاوز التعديل الدستوري الذي يمنع أكثر من فترتين رئاسيتين.

ترامب يقطع الشك باليقين

أنهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجدل المثار حول احتمال ترشحه لمنصب نائب الرئيس في انتخابات عام 2028، مؤكداً أنه يستبعد الفكرة تماماً رغم أنها قانونياً "قد تكون ممكنة".

وجاءت تصريحاته خلال حديثه مع الصحافيين على متن طائرة الرئاسة، حيث قال مبتسماً: "سيكون متاحاً لي فعل ذلك، لكنني لن أفعل.. أعتقد أنه أمر لطيف جداً، لكنه لن يكون صائباً، والناس لن يعجبهم ذلك."

تصريحات ترامب تأتي بعد أسابيع من تصاعد الجدل في أوساط أنصاره حول إمكانية التحايل على التعديل الدستوري الثاني والعشرين، الذي يمنع أي رئيس من شغل المنصب لأكثر من ولايتين.

التعديل الـ22 يمنع الولاية الثالثة

ينص التعديل الثاني والعشرون للدستور الأميركي، الذي أُقرّ عام 1951، على أنه "لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من مرتين"، سواء كانت الفترتان متتاليتين أم لا.

ويستند بعض مؤيدي ترامب إلى فكرة قانونية معقدة، مفادها أن ترشحه نائباً للرئيس إلى جانب مرشح جمهوري آخر، يمكن أن يتيح له العودة إلى المكتب البيضاوي إذا استقال الرئيس المنتخب لاحقاً. 

لكن خبراء القانون الدستوري يؤكدون أن هذا السيناريو غير دستوري عملياً ويشكل التفافاً على روح القانون.

ترامب: "حققت أفضل الإنجازات"

الرئيس الأميركي لم يخفِ رغبته في البقاء على الساحة السياسية أطول فترة ممكنة، وقال رداً على سؤال حول احتمال ترشحه لولاية ثالثة: "أتمنى ذلك.. لقد حققت أفضل الإنجازات على الإطلاق." 

وأضاف الرئيس ترامب ضاحكاً: "هل أستبعد ذلك؟ عليكم أن تخبروني أنتم."
وعندما سُئل إن كان مستعداً للجوء إلى القضاء لتحدي قانونية ترشحه، أجاب: "لم أفكر في الأمر حقاً."

كما أثنى ترامب على نائبه الحالي جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، معتبراً أنهما شخصان "رائعان" يمكنهما قيادة البلاد مستقبلاً، وقال: "لو شكّلا فريقاً انتخابياً، سيكون من الصعب جداً التغلب عليهما."

"خطة بانون" لتجاوز الدستور

في موازاة ذلك، أعاد تصريح لستيف بانون، المستشار السابق لترامب وأحد أبرز رموز اليمين المتشدد، إشعال النقاش حول مستقبل الزعيم الجمهوري.
بانون قال في مقابلة مع مجلة ذا إيكونوميست إن هناك "خطة" قيد الإعداد لتجاوز التعديل الثاني والعشرين والسماح لترامب بتولي المنصب مرة ثالثة، مضيفاً: "ترامب سيكون رئيساً في 2028، وعلى الناس أن يتأقلموا مع ذلك."

وأشار بانون إلى أن فريقاً من المقربين من الرئيس السابق يعمل "على وضع تصور قانوني" يتيح هذا الأمر، واصفاً ترامب بأنه "أداة لإرادة إلهية"، وهو تعبير يكرره كثيراً في خطاباته السياسية.

من واشنطن إلى روزفلت.. جذور القيود الدستورية

تاريخ الرئاسة الأميركية ارتبط بفكرة تداول السلطة منذ تأسيس الجمهورية، فقد وضع جورج واشنطن أول قاعدة غير مكتوبة بعد أن رفض الترشح لولاية ثالثة عام 1797، قبل أن يعززها توماس جيفرسون باعتبارها "ضمانة ضد الاستبداد".
لكن فرانكلين روزفلت كسر هذا التقليد التاريخي خلال الحرب العالمية الثانية، حين فاز بأربع ولايات متتالية بين عامي 1933 و1945، ما دفع الكونغرس لاحقاً إلى تمرير التعديل الـ22 لتقييد فترات الرئاسة.

رسائل ترامب السياسية

تصريحات ترامب الأخيرة لا تحمل فقط توضيحاً دستورياً، بل أيضاً رسالة انتخابية مبكرة لجمهوره، تؤكد أنه لا ينوي مغادرة المشهد السياسي حتى بعد انتهاء ولايته الثانية.

فالرئيس الجمهوري الذي يحرص على إبقاء الأضواء مسلطة عليه، يواصل رسم ملامح المرحلة المقبلة داخل الحزب الجمهوري، محدداً بوضوح من يراهم خلفاء محتملين لنهجه.

وبذلك، يغلق ترامب الباب أمام أي محاولة "للتحايل الدستوري"، لكنه يفتح باباً جديداً أمام تساؤلات لا تنتهي حول مستقبله السياسي، ودوره في رسم ملامح انتخابات 2028 الأميركية.

تم نسخ الرابط