جامعة المنيا تقود تحالف الريادة الخضراء ضمن المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"
قام الدكتور عصام فرحات، رئيس الجامعة، بتوقيع البروتوكول التنفيذي لتحالف الريادة الخضراء الذي تقوده الجامعة ضمن المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك خلال فعاليات المؤتمر الثلاثي الذي نظّمته الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأكد فرحات أن فوز تحالف جامعة المنيا ضمن تسع تحالفات فائزة من بين 104 تحالفات متقدمة يعكس مكانة الجامعة كمركز للابتكار وريادة الأعمال، ويجسد الثقة في كوادرها البشرية المتميزة. وأضاف: "إن هذا المشروع الرائد يسعى لتعزيز الإنتاجية الزراعية والتنمية المستدامة، ويعد خطوة مهمة في تطبيق رؤية الدولة لدعم الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار في أقاليم مصر المختلفة".
وخلال المؤتمر، أعلن الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، أن المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" تمثل تطبيقًا عمليًا للسياسة الوطنية للابتكار المستدام 2030، من خلال تحالفات إقليمية تجمع الجامعات والمراكز البحثية والقطاع الصناعي والجهات الحكومية لتعزيز التنمية القائمة على المعرفة، مشيرًا إلى أن المبادرة تهدف إلى بناء شراكات قوية تدعم الابتكار وريادة الأعمال وتحويل التحالفات إلى محركات اقتصادية قادرة على إنتاج حلول تكنولوجية وتوفير فرص عمل.
وأشار الوزير إلى أن المشاركة الواسعة في المبادرة، التي ضمت 104 تحالفات و808 أعضاء و553 جهة من مختلف القطاعات، تعكس رغبة حقيقية في تحويل البحث العلمي إلى أدوات عملية تخدم أولويات التنمية. وأضاف أن اختيار التحالفات الفائزة جاء وفق آليات تقييم دقيقة تشمل الجوانب الفنية والتنفيذية وخطط الاستدامة ومؤشرات الأداء.
وأوضح د. فرحات أن تحالف إقليم الصعيد بقيادة جامعة المنيا يقوم على إطلاق "المجمّع الذكي لتعزيز الإنتاجية الزراعية والتنمية المستدامة"، كأول منصة متخصصة من نوعها في شمال الصعيد، تجمع بين البحث العلمي والتقنيات الذكية وريادة الأعمال لمواجهة تحديات ندرة المياه وتغير المناخ وتراجع خصوبة التربة.
وأضاف رئيس الجامعة أن المجمّع يعتمد على بنية بحثية متقدمة تشمل أكثر من 1000 فدان بمركز البحوث الزراعية، إلى جانب 23 فدانًا للصوب الزراعية والتجارب الذكية داخل الحرم الجامعي، بما يجعل جامعة المنيا مركزًا رياديًا في تطوير تطبيقات الزراعة الذكية في مصر. كما أشار إلى الشراكات الصناعية وريادية الواسعة للمشروع، والتي تشمل التعاون مع مصنع القناة للسكر على مساحة تتجاوز 180 ألف فدان، والتعاون مع مسرعة الأعمال "أثر"، وشركة برمودة، ومنصة Plug & Play العالمية، إلى جانب دعم محافظة المنيا وجهاز تنمية المشروعات لتمكين الابتكار الزراعي وتمويل الشركات الناشئة.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة إيمان زكي، مدير مركز الابتكار وريادة الأعمال بالجامعة والمدير التنفيذي للمشروع، أن التحالف يركز على تطبيقات كثيرة فى مجالات تعزيز الانتاجية الزراعية من خلال الحلول المستدامة والتقنيات الذكية ومن خلال بعض التطبيقات والممارسات الجاهزة للتطوير والتطبيق الفعال من أبرزها المخصبات الحيوية المنتجة من تدوير المخلفات الزراعية، والتي أثبتت فعاليتها في رفع خصوبة التربة وزيادة الإنتاج وخفض التكلفة على المزارعين، مشيرة إلى أن المشروع يمثل نموذجًا متكاملًا لتطبيق الابتكار الزراعي على أرض الواقع.
وأكد د. فرحات أن فوز تحالف جامعة المنيا في إقليم الصعيد يعد تتويجًا لرؤية الدولة في تمكين الجامعات من قيادة التنمية في أقاليمها، وإحداث نقلة نوعية في قطاع الزراعة الذكية باستخدام التكنولوجيا الحديثة وتدوير المخلفات الزراعية، مشيرًا إلى أن الدولة خصصت مليار جنيه لدعم مجالات الابتكار ذات الأولوية، وأن التمويل المقرر لكل تحالف يتراوح بين 90 و150 مليون جنيه على مدار ثلاث سنوات، مع متابعة دقيقة لضمان تحقيق أفضل عائد تنموي واقتصادي.
وشهد مراسم الإعلان والتوقيع حضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين الأكاديميين والخبراء الدوليين، إلى جانب قيادات عسكرية وإعلامية بارزة، مؤكدين جميعًا أهمية المبادرة في تعزيز ريادة الجامعات المصرية في مجال الابتكار والتنمية المستدامة.
وأعرب د. فرحات عن فخره واعتزازه بهذا النجاح الاستثنائي، مؤكدًا أن الجامعة تحقق اليوم أهم إنجاز بحثي وتنموي في تاريخها. وقال: "تأهل الجامعة ضمن أفضل التحالفات الوطنية للمبادرة الرئاسية هو إنجاز يبرهن على قوة منظومة البحث العلمي داخل الجامعة وقدرتها على تحويل المعرفة إلى مشروعات تطبيقية تخدم المجتمع والدولة، ومشروع (الريادة الخضراء) يضع جامعة المنيا في مقدمة الجامعات القادرة على قيادة التنمية الإقليمية، وخاصة داخل شمال الصعيد."
وأضاف أن الجامعة ستواصل دعم التحالف وجميع الباحثين لتحقيق أفضل نتائج في المرحلة التنفيذية المقبلة، بما يعزز دور الجامعة كمحرك رئيسي للتنمية في الإقليم.