رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

محمد زكي يكتب: كامل أبو علي.. مؤسس فلسفة النجاح

تفصيلة

هناك أشخاص يولدون وفي داخلهم شرارة مختلفة… شرارة لا تهدأ .. أشخاص لا يرتضون بأن يكونوا "نسخة مكررة"، بل يصرّون على ترك علامة واضحة في أي مكان يمرّون به.
كامل أبو علي واحد من هؤلاء ، رجل أعمال لم يبدأ حياته من بوابة الثراء، ولم يعرّفه أحد على عالم الفنادق من أول يوم، لكنه امتلك شيئًا أغلى من رأس المال وهو عقل قادر على تحويل الفكرة إلى واقع، وإصرار لا يعرف التراجع.

كامل أبو علي ليس مجرد مستثمر ناجح في السياحة، بل حالة تستحق الوقوف أمامها لسبب بسيط.. لأنه أعاد تعريف معنى "تحوّل الحلم إلى مشروع" في أجواء وظروف اعتدنا فيها أن النجاح يأتي بالوراثة أو بالصدفة.

ما فعله الرجل عبر سنوات كان أقرب إلى تأسيس "مدرسة" في الإدارة والجرأة، مدرسة تؤمن بأن التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع المشروع الكبير، وأن ما يضع مصر على خريطة السياحة ليس الشواطئ وحدها، بل العقل الذي يحسن تقديمها.

ما يميّز رجل الأعمال كامل أبو علي أنه لم يدخل السياحة بوصفها تجارة، بل بوصفها صناعة لم يكن هدفه أن يبني فندقًا… بل أن يبني تجربة، أن يجعل السائح يشعر أنه في مكان تمت صياغته بعقل وحكمة، وأنه ليس مجرد مبنى على البحر.

هذه الفلسفة هي سر تحوله إلى شخصية مؤثرة في عالم السياحة. لأنه فهم مبكرًا أن المنافسة ليست في عدد الغرف، بل في جودة "الخبير" الذي يقف خلف المشروع.

كثيرون يملكون المال، لكن قليلين يملكون قدرة قيادة آلاف الموظفين بنظام وحزم، ومع ذلك يحافظون على روح المكان.
وهنا تظهر خصوصية الرجل.

فهو يتابع التفاصيل بنفسه، لا يخجل من التعديل والتغيير، لا يجامل في الجودة، ويرفض أن يقدّم مشروعًا “نص نص”
هذا ما جعله واحدًا من رموز السياحة في مصر… ليس  بالأرقام فقط، لكن بتأثيره في شكل الصناعة نفسها.

وحتى على المستوى الرياضي فكان توليه رئاسة النادي المصري لم يكن مجرد منصبًا، بل كان امتدادًا لطريقته في التفكير والإدارة ، ورغم كل الضغوط، قدّم الرجل نموذجًا لرؤساء الأندية الذين يعملون بعقل استثماري وبنظرة تطوير وليست مشاجرات.

كامل أبو علي ليس رجل أعمال عاديًا أو انه مجرد رجل بيزنس في قطاع معين، لكن هو أثبت أنه نموذج نادر لرجل بدأ من الصفر، واعتمد على العقل قبل المال، وعلى الإصرار قبل الدعم، وعلى الإيمان قبل الظروف.

تستطيع أن تختلف معه أو تنتقده أو تناقش اختياراته، لكن  من الصعب  أن تنكر أنه أحد الذين غيّروا وجه السياحة في مصر، وأن قصته دائما ما تذكرنا بأن النجاح لا يحتاج إلى معجزة بل يحتاج إلى رجل يعرف ماذا يريد، ويذهب نحوه بلا تردد.

تم نسخ الرابط