على متن الطائرة الرئاسية.. ترامب يعلن من الدوحة قرب نشر قوة استقرار في غزة ويشيد بقطر
في محطة غير متوقعة ضمن جولته الآسيوية، حطّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بطائرته الرئاسية في العاصمة القطرية الدوحة، حيث التقى بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في اجتماع وصفته الأوساط الدبلوماسية بأنه لقاء استثنائي فوق الغيوم.
اللقاء الذي جرى على متن طائرة ترامب، لم يكن مجرد توقف فني للتزود بالوقود، بل تحوّل إلى منبر سياسي أعلن منه الرئيس الأميركي ملامح المرحلة المقبلة في غزة والمنطقة.
ترامب: قوة استقرار في غزة قريباً
أكد ترامب خلال تصريحاته التي نقلتها وسائل الإعلام، أن قوة الاستقرار الدولية لقطاع غزة ستكون جاهزة للنشر قريباً، في خطوة تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار وضمان استدامة السلام.
وأوضح أن الخطة الأميركية تسعى إلى تحويل الهدنة إلى اتفاق دائم يفتح الباب أمام إعادة إعمار القطاع وعودة الحياة الطبيعية إلى سكانه بعد شهور من الدمار والمعاناة.
إشادة بدور قطر واستعداد للمشاركة في حفظ السلام
أشاد ترامب بالدور القطري في دعم جهود السلام، كاشفاً أن الدوحة أبدت استعدادها لإرسال قوات حفظ سلام إلى غزة متى تطلب الأمر ذلك.
ورأى الرئيس الأميركي أن مشاركة قطر تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن والاستقرار، مؤكداً أن التنسيق بين واشنطن والدوحة بلغ مستوى غير مسبوق، خاصة في ظل استضافة قطر لإحدى أهم القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، قاعدة العديد.
تفاؤل أميركي باتفاق غزة
عبّر ترامب عن تفاؤله بصمود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، قائلاً: "أعتقد أن اتفاق غزة سيصمد، وآمل أن يلتزم الأطراف بما وافقوا عليه".
وأضاف أن ما تحقق في غزة يُعد نجاحاً كبيراً للولايات المتحدة ولجهود السلام في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن “العالم يشهد اليوم تحقيق سلام حقيقي لم يحدث منذ ثلاثة آلاف عام”.
خيبة أمل من موسكو واتجاه نحو بكين
وفي سياق متصل، أعرب ترامب عن خيبة أمله من موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكداً أنه لن يلتقيه مجدداً إلا بعد التأكد من إمكانية إبرام صفقة حقيقية بشأن أوكرانيا.
وأوضح أنه يعتزم مناقشة مسألة شراء النفط الروسي مع الرئيس الصيني خلال لقائهما المرتقب في ماليزيا، مشيراً إلى أن المباحثات ستشمل أيضاً ملف مخدر الفينتانيل الذي يمثل تحدياً أمنياً وصحياً عالمياً.
زيارة قصيرة.. رسائل بعيدة المدى
الاجتماع المفاجئ في الدوحة، الذي جاء خلال توقف الطائرة الرئاسية للتزود بالوقود، حمل في طياته رسائل سياسية واضحة.
فبينما يسعى ترامب إلى تعزيز صورته كمهندس للسلام في الشرق الأوسط، تُراهن واشنطن على الدور القطري المتنامي في دعم الاستقرار الإقليمي.
وتشير أوساط دبلوماسية إلى أن هذا اللقاء قد يفتح الباب لتعاون أوسع بين الولايات المتحدة وقطر في إدارة الملف الفلسطيني، خاصة مع اقتراب موعد نشر قوة الاستقرار التي ستكون نواة لترتيبات ما بعد الحرب في غزة.
ختام الجولة ومؤشرات المرحلة المقبلة
يتوجه ترامب إلى ماليزيا للمشاركة في قمة إقليمية آسيوية ضمن جولته التي تستمر حتى الخميس المقبل، حاملاً معه ملفات شائكة تتقاطع فيها السياسة بالطاقة والأمن. ومع تأكيده أن “السلام في غزة يجب أن يكون دائماً”، يبدو أن الرئيس الأميركي يسعى لتثبيت رؤيته الخاصة لمنطقة الشرق الأوسط، حيث لا تكتفي واشنطن بالمراقبة، بل ترسم ملامح المرحلة الجديدة بنفسها.



