اجتماع الرباعية في واشنطن برعاية مستشار ترامب: تحركات عاجلة لوقف نزيف السودان

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن، السبت، اجتماعاً موسعاً للمجموعة الرباعية الخاصة بالسودان، والتي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، بحضور مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون الأفريقية.
الاجتماع، الذي يأتي في وقت يواصل فيه السودان نزيف الحرب للعام الثالث على التوالي، ركز على ضرورة التوصل إلى هدنة إنسانية عاجلة تمهيداً لوقف شامل لإطلاق النار وتهيئة الأجواء لعملية سياسية مستدامة.

مستشار ترامب يؤكد رغبة واشنطن في السلام

قال بولس، في تصريحات نشرها عبر منصة X، إن الاجتماع خلص إلى إنشاء لجنة عملياتية لتنسيق الجهود بين دول الرباعية وتعزيز العمل المشترك حول الأولويات العاجلة في السودان.

وأضاف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "يريد السلام في السودان"، مشيراً إلى أن الاجتماع ناقش خطوات عملية لتخفيف معاناة الشعب السوداني وتهيئة الظروف لوقف الحرب.

وأوضح بولس أن الرباعية متفقة على ضرورة التحرك العاجل لوقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة.

نفي رسمي سوداني ومشاورات خلف الكواليس

في المقابل، نفى مجلس السيادة السوداني وجود أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع قوات الدعم السريع في الولايات المتحدة، مؤكداً تمسكه بالمبادرات الإقليمية المطروحة داخل القارة الأفريقية.
غير أن وسائل الإعلام كشفت نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن وزير الخارجية السوداني محيي الدين سالم وصل بالفعل إلى واشنطن في زيارة رسمية تلبية لدعوة من الإدارة الأميركية.

وأوضحت المصادر أن الوزير أجرى سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين الأميركيين، بينهم مستشار ترامب مسعد بولس، إلى جانب عدد من وزراء الخارجية العرب، لبحث سبل إنهاء الحرب وتعزيز التعاون الثنائي مع واشنطن.

أهداف الزيارة السودانية إلى واشنطن

قالت وزارة الخارجية السودانية في بيان إن زيارة الوزير إلى الولايات المتحدة تهدف إلى مواصلة الحوار مع الجانب الأميركي، وتعزيز العلاقات الثنائية، إضافة إلى دعم الجهود الرامية لتحقيق السلام في السودان.
وأكد البيان أن الخرطوم حريصة على الانخراط في أي مسار يحقق الأمن والاستقرار، شرط أن يحترم سيادة السودان ووحدته.

خطة الرباعية لوقف إطلاق النار

وكان مسؤول دبلوماسي كشف، الخميس الماضي، أن دول الرباعية تستعد للقاء ممثلين عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في واشنطن لدفع الجانبين نحو هدنة إنسانية تمتد لثلاثة أشهر.
وأشار إلى أن الهدف هو "الضغط بشكل موحّد لتثبيت وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية"، مضيفاً أن الاجتماع يمثل أكبر تحرك جماعي من الدول المؤثرة منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023.

حرب تدخل عامها الثالث ومعاناة لا تتوقف

لا تزال المعارك مستمرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وسط تدهور إنساني غير مسبوق.
وأدت الحرب، وفق تقديرات الأمم المتحدة، إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 14 مليون شخص داخل السودان وخارجه، أي ما يعادل ثلث سكان البلاد تقريباً.
كما تجددت في الأيام الأخيرة المواجهات في الفاشر وشمال كردفان، في وقت يحذر فيه المراقبون من اتساع رقعة الصراع ما لم يتم التوصل إلى هدنة شاملة تحت رعاية دولية.