بضغط أميركي وموافقة إسرائيلية.. فريق مصري يدخل غزة لاستخراج جثث الرهائن

تحرك دبلوماسي وإنساني جديد تشهده غزة، بعدما سمحت إسرائيل، ولأول مرة منذ أشهر، بدخول فريق مصري متخصص إلى القطاع، في مهمة دقيقة تهدف لاستخراج جثث عدد من الرهائن الإسرائيليين الذين لقوا مصرعهم خلال المعارك. 

القرار الذي جاء بضغط أميركي مباشر، يعكس تعقيدات الملف الإنساني المتشابك بين تل أبيب وحماس، وسط اتفاق هش لوقف إطلاق النار ما زال قيد التنفيذ منذ العاشر من أكتوبر.

فريق مصري في قلب غزة لمهمة إنسانية حساسة

خطوة مفاجئة سمحت بها الحكومة الإسرائيلية بعد أسابيع من المماطلة، إذ كشفت القناة 12 العبرية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صادق بنفسه على دخول طاقم مصري إلى قطاع غزة للمساعدة في استخراج جثامين الرهائن الإسرائيليين المتبقين.
وأوضحت المصادر أن هذه الخطوة جاءت استجابة لضغوط مارستها واشنطن، بعدما أبدت تل أبيب رفضاً متكرراً للسماح للفريق بالدخول، مبررة ذلك بأن حركة حماس تملك الوسائل الكافية لاستخراج الرفات بنفسها.

كما نقل موقع i24NEWS عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن "الموافقة جاءت ضمن الاتصالات المستمرة لإعادة جثامين الرهائن"، مؤكداً أن الفريق المصري دخل بالفعل إلى القطاع برفقة معدات متخصصة للبحث والانتشال.

واشنطن تضغط وتتابع عن قرب

لقاء جمع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مع عائلات الجنود القتلى المحتجزة جثامينهم في غزة أعاد الملف إلى الواجهة من جديد.

وخلال الاجتماع، أشار روبيو إلى أن "حماس لا تُبدي أي استعجال في إعادة الجثامين"، مؤكداً دعم بلاده الكامل لأي جهود تضمن عودة الرفات إلى ذويها.
ويبدو أن الموقف الأميركي المتشدد دفع تل أبيب إلى التراجع عن رفضها السابق، في ظل حساسية الملف وضغوط العائلات التي تطالب بحسم مصير أبنائها.

اتهامات إسرائيلية لحماس بالمماطلة

تصريحات حادة صدرت عن مسؤولين إسرائيليين اتهموا حركة حماس بالمناورة في ملف الجثامين، سعياً لتمديد وقف إطلاق النار وتأجيل المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تتضمن نزع السلاح وتسليم مزيد من المعلومات حول المفقودين.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل تقدر عدد الجثامين المتبقية بـ13، من بينهم ثمانية معروف مكانهم وخمسة لا يزال مصيرهم مجهولاً.

نتنياهو يتعهد بإعادة الرفات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد التزام حكومته "بإعادة رفات جميع الرهائن مهما طال الوقت"، مشدداً على أن المهمة "لم تنته بعد".
وأوضح أن الجهود ستتواصل بالتنسيق مع الوسطاء المصريين والأميركيين، حتى استعادة كل الجثامين المحتجزة في غزة.

اتفاق هش وضغوط إنسانية متزايدة

منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الجاري بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سلمت حماس رفات 15 أسيراً إلى إسرائيل، بينما لا تزال تحتفظ بـ13 جثة أخرى.

وتنص الخطة على تبادل الجثث بمعدل 15 فلسطينياً مقابل كل إسرائيلي، إلا أن حماس أوضحت أن استخراج الرفات من بين أنقاض غزة عملية شديدة التعقيد، خصوصاً في ظل الدمار الذي خلّفته حرب استمرت عامين.

ملف إنساني مرشح للتصعيد

الخطوة المصرية قد تشكل بداية لاختراق في ملف إنساني شائك، لكنها في الوقت نفسه تفتح الباب أمام مزيد من الجدل السياسي والعسكري بين تل أبيب وحماس.
ومع استمرار الضغوط الأميركية وتزايد أصوات العائلات في إسرائيل، يبدو أن ملف الجثامين سيتحول إلى ورقة جديدة في لعبة التفاوض، التي لم تُحسم بعد رغم مرور أسابيع على وقف النار.