باحث بمنتدى الشرق الأوسط بلندن لتفصيلة: مصر تتصدر مشهد الإعمار وتفرض معادلة استقرار جديدة في المنطقة

يشهد الشرق الأوسط حراكًا دبلوماسيًا متسارعًا تقوده إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في محاولة تبدو ظاهريًا لإنهاء الحرب في غزة، لكنها في جوهرها تحمل تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن تسعى فعلًا لتحقيق السلام، أم لإعادة ترتيب المشهد بما يخدم مصالحها وحلفاءها في المنطقة.
أهداف أمريكية تتجاوز وقف الحرب
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد عطا، الباحث في منتدى الشرق الأوسط بلندن، في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة، أن إدارة ترامب تسعى لتحقيق سبق تاريخي بإنهاء الحرب وإطلاق مرحلة إعادة الإعمار، وتحويل غزة إلى منطقة خالية من أي تهديدات.
ويشير إلى أن الخطة الأمريكية ترتكز على تفكيك البنية التسليحية لحركة حماس وتسريح نحو سبعة آلاف مقاتل من الفصائل المسلحة خارج القطاع، بينما تتولى مصر وقطر التنسيق مع واشنطن بشأن الجهة التي ستستقبل السلاح والعناصر المنسحبة.
مصر في قلب مشهد الإعمار
يرى عطا أن مصر تمتلك خبرة فريدة وقدرة استثنائية على تسريع عملية إعادة إعمار غزة، مشيرًا إلى أن التجربة المصرية في "الجمهورية الجديدة" خلال السنوات العشر الماضية تمثل نموذجًا في إعادة بناء الدولة في فترات قصيرة.
ويضيف أن وجود مصر كلاعب أساسي في عملية الإعمار يخلق حالة من الثقة بين إسرائيل وغزة، ويمهد لاعتبار القطاع منطقة آمنة خالية من التهديدات، بما يضمن استقرارًا طويل الأمد في منطقة الشرق الأوسط.
قوة استقرار دولية تحت إشراف مصري
يشدد عطا على أن القاهرة لا تكتفي بدور الوسيط السياسي، بل تستعد لتكون شريكًا أمنيًا محترفًا في الإشراف على قوة الاستقرار الدولية داخل غزة.
ويذكّر بأن مصر شاركت سابقًا في عمليات حفظ السلام الدولية في البوسنة والهرسك، ما يعزز مؤهلاتها لتكرار التجربة بنجاح في غزة.
خطة أمريكية تحت المجهر
وعن تقييم مصر لمدى واقعية الخطة الأمريكية، يؤكد عطا أن القاهرة تجاوزت مرحلة الحكم على الخطط، لأنها أصبحت الوسيط المثالي القادر على إدارة الحوار بين واشنطن والدوحة والفصائل الفلسطينية.
ويضيف أن مصر تمتلك الخبرة السياسية والدبلوماسية التي تمكنها من التعامل مع كل المقترحات الأمريكية بما يخدم هدفًا واحدًا: إنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
الانسحاب الإسرائيلي وضمانات واشنطن
يوضح عطا أن الإدارة الأمريكية بدأت تنفيذ خطوات استباقية داخل غزة، من خلال طرح خطة انسحاب إسرائيلي تدريجي وتسريح الفصائل المسلحة، مع بدء فوري لإعادة الإعمار وإدخال المساعدات الإنسانية، مؤكدًا أن تلك الخطوات تهدف إلى تعزيز الثقة في خطة ترامب.
فلسطين بين الإعمار والحل السياسي
ويرى الباحث في منتدى الشرق الأوسط أن الضامن الحقيقي لاستقرار غزة هو الحل على أساس الدولتين، رغم أن هذا البند لم يُذكر صراحة في خطة ترامب، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات أخرى طويلة الأمد قد تطرحها واشنطن لاحقًا بالتنسيق مع تل أبيب.
ملف الرهائن.. اختبار الاتفاق
وفيما يتعلق بالاتهامات الإسرائيلية لحماس بالتباطؤ في تسليم جثث الرهائن، يستبعد عطا انهيار الاتفاق، مؤكدًا أن الحركة ملتزمة بما تم الاتفاق عليه بضمانة أمريكية، وأن الملف الإنساني يسير بشكل أفضل وفق خطة ترامب، مشيرًا إلى أن اجتماع قيادات حماس في القاهرة مؤخرًا دليل على تنسيق رفيع المستوى بين الجانبين المصري والفلسطيني.