باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

التقارب الروسي السوري يربك الغرب.. خبير لتفصيلة يكشف دور مصر والشرق الأوسط في توازن النفوذ

الرئيس السيسي ونظيره
الرئيس السيسي ونظيره الروسي-صورة ارشيفية

يشهد الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة حالة من التقارب الروسي السوري تعكس تحوّلًا واضحًا في موازين التحالفات الإقليمية والدولية. 

هذا التقارب، الذي برز بقوة بعد زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو ولقائه بالرئيس فلاديمير بوتين، أعاد إلى الواجهة الدور الروسي الفاعل في الملف السوري بعد فترة من الهدوء الحذر.

بوتين يستقبل الجولاني في الكرملين
بوتين يستقبل الجولاني في الكرملين


تطور العلاقات بين البلدين لم يعد مجرد تعاون دبلوماسي تقليدي، بل أصبح تحالفًا استراتيجيًا يهدف إلى إعادة ترتيب المشهد في سوريا والمنطقة، في وقت تواجه فيه روسيا ضغوطًا غربية متزايدة بسبب الحرب الأوكرانية، وتسعى دمشق لاستعادة موقعها على الخريطة الدولية.
هذا التقارب الروسي السوري يثير بدوره قلق العواصم الغربية، بينما تتابع القاهرة باهتمام بالغ مسار الأحداث، لما يحمله الملف السوري من أبعاد أمنية واستراتيجية تمس استقرار المنطقة ككل.

تحركات روسيا اتجاه دمشق تلف أنظار أوروبا

في ظل التحركات الروسية الأخيرة تجاه دمشق، تتجه الأنظار إلى طبيعة العلاقة بين سوريا من جهة، والولايات المتحدة وأوروبا من جهة أخرى. 
التقارب الروسي السوري الذي بدأ يترسخ في عهد الرئيس أحمد الشرع يطرح تساؤلات حول موازين القوى الإقليمية ومستقبل النفوذ الغربي في الشرق الأوسط.

قمة روسية سورية لاستعادة العلاقات بين البلدين
قمة روسية سورية لاستعادة العلاقات بين البلدين


الخبير في الشأن الروسي هاني الجمل، رئيس وحدة الدراسات الأوروبية والاستراتيجية بمركز العرب، يؤكد في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة أن العلاقات السورية الأمريكية لن تتأثر جذريًا بهذا التقارب، فيما تبقى أوروبا الطرف الأكثر قلقًا من عودة موسكو إلى قلب المشهد.

هاني الجمل: الشرع صناعة أمريكية لا تعادي موسكو

يقول الجمل إن الرئيس السوري أحمد الشرع يُعد "صنيعة سياسية أمريكية"، وبالتالي فإن علاقته بالمدّ الروسي لن تشهد توترًا حادًا.

وأوضح أن العلاقات بين موسكو وواشنطن في أوقات التوتر لم تنقطع تمامًا، مشيرًا إلى أن الرئيسين بوتين وترامب نجحا في بناء تفاهمات متبادلة رغم الخلافات. 
أما مع إدارة بايدن، فشهدت العلاقة فترات من "المغامرات السياسية" لكنها لم تصل لحد القطيعة، مما يفتح الباب أمام استمرار التعاون غير المباشر في الملفات الحساسة مثل سوريا على حد تعبيره

أوروبا الخاسر الأكبر في معادلة النفوذ

يشير الجمل إلى أن أوروبا تواجه معضلة حقيقية بسبب تمدد النفوذ الروسي في الشرق الأوسط وأفريقيا.

ويرى أن الحرب الروسية الأوكرانية جعلت الاتحاد الأوروبي في وضع دفاعي، بعد أن فرضت واشنطن عليه زيادة الإنفاق الدفاعي من 2.5% إلى 5% من الناتج المحلي، ما أدى إلى ارتفاع التضخم وتراجع النمو الاقتصادي.
وأضاف أن أوروبا تحاول حاليًا العودة إلى الشرق الأوسط لاستعادة علاقاتها الكلاسيكية مع دول المنطقة، بهدف تأمين مصادر الطاقة وتعزيز استقلالها الاستراتيجي عن الولايات المتحدة، والتقاطع مع المشروع الصيني "الحزام والطريق".


تحدي الوساطة الأمنية بين دمشق وتل أبيب

يؤكد الجمل أن روسيا لا تنوي لعب دور الوسيط بين سوريا وإسرائيل في الملفات الأمنية، موضحًا أن قمة ألاسكا بين بوتين وترامب كانت قد منحت واشنطن الدور القيادي في ترتيب المشهد السوري والعلاقات مع إسرائيل.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تواصل العمل على "إعادة صياغة الاتفاق الأمني الإطاري لعام 1974" لتوسيع هامش الوجود الإسرائيلي في الجولان ومحيطه، وهو ما يجعل روسيا في موقع المراقب لا اللاعب.

تركيا وأمريكا صراع النفوذ داخل سوريا

يضيف الجمل أن تركيا ما زالت تملك حضورًا قويًا داخل الأراضي السورية، وهو ما يجعل الصراع بينها وبين إسرائيل يزداد تعقيدًا.
وأوضح أن واشنطن وليس موسكو هي الطرف الأقدر على إدارة هذا الملف بفضل قدراتها اللوجستية وإعادة التموضع العسكري في المنطقة.
كما لفت إلى أن روسيا، رغم وجودها في شمال وشرق سوريا، لا تملك السيطرة الكاملة على قوات "قسد" الكردية التي تتبنى في الأساس التوجه الأمريكي.

قمة شرم الشيخ إشارة واضحة من الشرق الأوسط الجديد

يختتم الجمل حديثه بالإشارة إلى أن غياب روسيا عن "قمة شرم الشيخ للسلام" كان دليلًا واضحًا على أن هندسة الشرق الأوسط الجديد أصبحت في يد الإدارة الأمريكية، في ظل توافق ضمني يسمح لموسكو بالحفاظ على قواعدها وتمركزها العسكري في سوريا وليبيا.

ويؤكد أن روسيا تفضل اليوم اللعب بهدوء، بعيدًا عن التصعيد، مع التركيز على تثبيت وجودها العسكري دون الدخول في صدام مباشر مع واشنطن أو الاتحاد الأوروبي.

تم نسخ الرابط