باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

رئيس وحدة الدراسات الأوروبية لتفصيلة: قمة بوتين والشرع تعيد رسم التحالفات وموسكو تثبّت وجودها في سوريا وتنافس على إعمارها

قمة بوتين والشرع
قمة بوتين والشرع تعيد رسم التحالفات

زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو ولقاؤه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين لم تكن مجرد حدث بروتوكولي، بل محطة فارقة في إعادة هندسة العلاقات بين دمشق وموسكو بعد مرحلة طويلة من الغموض والتغيّرات الإقليمية. 

العلاقات بين موسكو ودمشق بعد الإطاحة ببشار الأسد 
العلاقات بين موسكو ودمشق بعد الإطاحة ببشار الأسد 


الخبير في الشأن الروسي ورئيس وحدة الدراسات الأوروبية والاستراتيجية بمركز العرب، الدكتور هاني الجمل، يكشف في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة أبعاد الزيارة ورسائلها السياسية والاقتصادية العميقة، مؤكداً أن الكرملين لا يزال متمسكاً بسوريا كحليف استراتيجي يسعى لتعزيز نفوذه عبر ملفات الطاقة والإعمار والغذاء.


زيارة تحمل دلالات استراتيجية عميقة

يرى الدكتور هاني الجمل أن زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى روسيا تمثل “إعادة صياغة للمشهد الدبلوماسي التاريخي” بين البلدين، مشيراً إلى أن بوتين تعامل مع اللقاء باعتباره خطوة لترسيخ التحالف الروسي–السوري في مرحلة سياسية دقيقة.
وأوضح الجمل أن التواجد الروسي في سوريا لا يزال قائماً ومؤثراً، رغم محاولات البعض تصويره على أنه تراجع أو تحجيم. 
واعتبر أن ما يبدو “هدوءاً روسياً” على الساحة السورية هو في الحقيقة إعادة قراءة للمشهد الداخلي السوري وموازين القوى الجديدة بعد تغيرات الإقليم.

روسيا تبقى الحليف الأوثق رغم التحديات

أكد الجمل أن الشرع فهم طبيعة المرحلة جيداً، فاتجه إلى موسكو باعتبارها الحليف التاريخي والضامن الاستراتيجي لسوريا. 
وأشار إلى أن دمشق تراهن على روسيا كورقة توازن في مفاوضاتها مع واشنطن من جهة، ومع الأكراد من جهة أخرى، إذ تمثل موسكو الطرف المقبول من جميع الأطراف.

وأضاف أن الزيارة جاءت أيضاً في ظل التغولات الإسرائيلية في بعض المناطق السورية، وتراجع المشروع الإيراني لصالح الدورين الروسي والتركي، ما جعل موسكو تعيد تموضعها لضمان استمرار نفوذها داخل سوريا.


هندسة جديدة للعلاقات السياسية والاقتصادية

اعتبر الخبير أن لقاء بوتين والشرع يشكل بداية فصل جديد من العلاقات الثنائية، قائلاً إن الزيارة تجاوزت البعد السياسي لتفتح الباب أمام ملفات اقتصادية كبرى، في مقدمتها الطاقة وسلاسل الإمداد الغذائي التي تسعى دمشق لتأمينها من روسيا قبل حلول فصل الشتاء.

وأشار إلى أن سوريا كانت تعتمد بشكل كبير على واردات الحبوب الروسية، ومع تداعيات الحرب الأوكرانية بات من الضروري تأمين الإمدادات الحيوية لتفادي أزمات داخلية. 
وأكد أن الحكومة السورية الجديدة تحاول تقديم نفسها للمجتمع المحلي على أنها قادرة على إدارة ملفات الأمن الغذائي والاقتصادي بفعالية.


إعمار سوريا.. تنافس جديد على عقود المستقبل

أوضح الجمل أن ملف إعادة إعمار سوريا يحتل أولوية كبرى في محادثات بوتين والشرع، مشيراً إلى أن دول الخليج تمكنت بالفعل من اقتناص عدد من العقود الاستثمارية داخل سوريا، وهو ما دفع موسكو إلى التحرك بسرعة لضمان موطئ قدم للشركات الروسية في هذا السوق الواعد.
وأضاف أن روسيا تسعى لتأمين حصتها من المشروعات التجارية والإنشائية الكبرى، خصوصاً في مجالات البنية التحتية والطاقة، مؤكداً أن هذا التعاون الاقتصادي يمثل امتداداً للشراكة السياسية بين البلدين لا بديلاً عنها.


رسائل الزيارة: التوازن والانفتاح

اختتم الجمل تصريحاته لموقع تفصيلة بالتأكيد على أن زيارة الشرع إلى موسكو حملت رسالة واضحة مفادها أن دمشق تبحث عن التوازن والانفتاح، وتسعى لبناء علاقات متوازنة مع جميع القوى الدولية دون إقصاء أو ارتهان لأي محور.
وقال إن الشرع يحاول أن يبرهن عبر هذه الزيارة أنه رجل الدولة القادر على إعادة تموضع سوريا في خريطة التحالفات الإقليمية، 
بينما تؤكد روسيا أنها باقية في المشهد السوري كقوة ضامنة وفاعل رئيسي في مستقبل البلاد السياسي والاقتصادي.

تم نسخ الرابط