باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

لقاح جديد ثلاثي المفعول يبشر بحماية الأطفال من حمى التيفويد وعدوى السالمونيلا القاتلة

لقاح السالمونيلا
لقاح السالمونيلا

في إنجاز علمي واعد، أظهر لقاح جديد مصمم لمكافحة حمى التيفوئيد والعدوى الغازية غير التيفية بالسالمونيلا (iNTS) نتائج إيجابية في تجربة سريرية بشرية أولية، ما يرفع الآمال بإمكانية تطوير حماية مزدوجة وفعالة ضد أمراض قاتلة تصيب الأطفال في مختلف أنحاء العالم.

أعلن باحثون من كلية الطب بجامعة ميريلاند أن اللقاح الجديد، الذي تمت تجربته على مجموعة من البالغين الأصحاء، أثبت سلامته العالية وقدرته على تحفيز استجابات مناعية قوية ضد السلالات المسببة لحمى التيفوئيد والعدوى الغازية غير التيفية. 

ونشرت نتائج الدراسة في مجلة نيتشر ميديسن الطبية المرموقة.

وقال الدكتور مارك جلادوين، عميد كلية الطب بجامعة ميشيغان، في بيان صحفي “إن لقاحًا واحدًا يحمي من كليهما قد يُحدث نقلة نوعية في صحة الأطفال عالميًا.”

 

وأضاف أن حمى التيفوئيد والعدوى الغازية غير التيفية من بين الأسباب الرئيسية للمرض والوفاة بين الأطفال في أفريقيا وآسيا، مشيرًا إلى أن هذا التطور يمثل خطوة محورية نحو خفض معدلات الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.

كيف يعمل اللقاح؟

تم تطوير اللقاح الثلاثي التكافؤ المقترن بالسالمونيلا (TSVC) من خلال تعاون بين مركز تطوير اللقاحات والصحة العالمية (CVD) بجامعة ميشيغان وشركة بهارات بيوتك الدولية المحدودة في الهند، وهي من الشركات الرائدة في مجال اللقاحات الحيوية.

ويستهدف اللقاح الجديد ثلاثة أنواع من بكتيريا السالمونيلا، وهي:

السالمونيلا التيفية المسببة لحمى التيفوئيد.

السالمونيلا التيفيموريوم والسالمونيلا إنتيريتيديس، المسؤلتان عن نحو 90% من حالات العدوى الغازية بالسالمونيلا غير التيفية لدى الأطفال الصغار.


ويعتمد اللقاح على دمج عديد السكاريد الكبسولي (Vi) من لقاح التيفوئيد المقترن المرخص من شركة بهارات بيوتك (Typbar TCV)، مع ذوفان الكزاز وعديدات السكاريد زائد-O من النمطين المصليين الأكثر شيوعًا. 

كما تقترن هذه المكونات ببروتينين من بروتينات الفلاجلين، لتعزيز الاستجابة المناعية وتحفيز إنتاج أجسام مضادة طويلة الأمد.

وأوضح مؤلفو الدراسة في Nature Medicine أن “الدمج بين مركبات iNTS المقترنة مع لقاح Typbar TCV المرخص يخلق مركبًا ثلاثي التكافؤ قادرًا على توفير حماية شاملة ضد جميع مسببات أمراض السالمونيلا الغازية الرئيسية التي تهدد حياة الأطفال في أفريقيا جنوب الصحراء.”

نتائج المرحلة الأولى من التجارب السريرية

أُجريت التجربة على 22 مشاركًا بالغًا من الأصحاء في الولايات المتحدة، تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عامًا، حيث تلقّى بعضهم جرعات منخفضة (6.25 ميكروغرام)، وآخرون جرعات أعلى (12.5 ميكروغرام) من اللقاح، فيما تلقّى البقية دواءً وهميًا للمقارنة.

راقب الفريق البحثي بعناية الآثار الجانبية والاستجابة المناعية بعد التطعيم، وقام بقياس مستويات الأجسام المضادة (IgG) ضد المكونات الثلاثة للقاح، إضافة إلى البروتينات الحاملة للفلاجلين.

وكشفت النتائج أن اللقاح آمن تمامًا، إذ لم تُسجل أي آثار جانبية خطيرة بين المشاركين، وكانت جميع ردود الفعل بسيطة أو متوسطة، مثل ألم خفيف في موضع الحقن أو شعور مؤقت بالإجهاد.

وأظهرت النتائج أن جميع متلقي اللقاح طوّروا استجابات مناعية قوية بعد 28 يومًا فقط من التطعيم. فقد أثار مكونا الفلاجلين استجابة مناعية لدى 7 من أصل 8 متلقين للجرعة المنخفضة، ولدى جميع متلقي الجرعة العالية، بينما لم يُظهر المشاركون الذين تلقوا الدواء الوهمي أي استجابة تُذكر.

كما أظهرت التحاليل أن مستويات الأجسام المضادة ظلت مرتفعة بمقدار أربعة أضعاف عن خط الأساس لمدة تزيد عن عام كامل، رغم تأخر جمع العينات بسبب جائحة كوفيد-19.

 

التعرض السابق قد يعزز المناعة

وأشار الباحث الرئيسي الدكتور ويلبر تشين، رئيس قسم الدراسات السريرية للبالغين في مركز تطوير اللقاحات بجامعة ميشيغان، إلى أن النتائج "مشجعة للغاية"، مضيفًا: “تُظهر هذه التجربة أن لقاح السالمونيلا والتيفوئيد الجديد قادر على تحفيز مناعة قوية، ما قد يسهم في إنقاذ حياة الأطفال في المناطق التي يتفشى فيها المرضان.”

 

كما لفت إلى أن التعرض السابق للسالمونيلا لدى بعض المشاركين ربما ساعد في تعزيز الاستجابة المناعية لديهم، وهو ما يستدعي دراسات موسّعة لتأكيد النتائج.

ورغم أن هذه التجربة كانت صغيرة ومحدودة بالبالغين فقط، إلا أن نتائجها تدعم الانتقال إلى المراحل التالية من التجارب السريرية، التي ستشمل الأطفال في البلدان الأكثر عرضة للإصابة، للتحقق من فعالية اللقاح في الفئات المستهدفة.

 

أمل جديد للأطفال في الدول النامية

 العدوى بالسالمونيلا وخصوصًا حمى التيفوئيد من أكبر التحديات الصحية في القارة الأفريقية وجنوب آسيا، حيث تؤدي إلى مئات الآلاف من حالات الوفاة سنويًا بين الأطفال دون سن الخامسة.

ويُؤكد الخبراء أن هذا اللقاح الثلاثي قد يغير قواعد اللعبة في مكافحة هذه الأمراض، إذ يقدم حلاً وقائيًا واحدًا ضد ثلاثة مسببات خطيرة، ما يقلل الحاجة إلى تعدد التطعيمات ويزيد فرص الوصول إلى الحماية الشاملة.

إذا أثبتت التجارب اللاحقة سلامته وفعاليته في المراحل الثانية والثالثة، فقد يُصبح لقاح TSVC واحدًا من أهم التطورات في مجال اللقاحات خلال العقد القادم لقاحًا قد يُنقذ ملايين الأطفال من أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة.

 

تم نسخ الرابط