رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

حرب أكتوبر من منظور إسرائيلي جديد: أشرف مروان نفّذ أعظم خدعة استخباراتية

أشرف مروان
أشرف مروان

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، في تحقيق حديث، أن صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أشرف مروان، لم يكن "كنزًا استخباراتيًا" لإسرائيل كما روجت لعقود، بل لعب دورًا محوريًا في خطة الخداع الاستراتيجي المصرية قبيل حرب أكتوبر 1973.

وأكد التحقيق، المستند إلى وثائق استخباراتية غير منشورة، أن مروان زود تل أبيب بإنذارات كاذبة ومعلومات مضللة حول توقيت الهجوم، مما أربك القيادة الإسرائيلية وأفقدها القدرة على الاستجابة الفعالة، وهو ما يتطابق مع الرواية المصرية الرسمية التي اعتبرته بطلاً وطنياً.

التحقيق أشار إلى أن مروان كان على اطلاع مباشر بقرارات الرئيس أنور السادات وحافظ الأسد، لكنه مرّر للإسرائيليين تواريخ وهمية وتقييمات مغلوطة. حتى تحذيره عشية الحرب جاء غامضًا ومتأخرًا، ما جعل صافرات الإنذار تدوي بينما كانت غولدا مائير تعقد اجتماعًا وزاريًا في تل أبيب.

من جانبه، وصف اللواء سمير فرج ما نشرته الصحيفة بأنه "شهادة متأخرة تؤكد الرواية المصرية"، مشددًا على أن الجنازة الرسمية التي أقيمت لمروان عام 2007 كانت إعلانًا واضحًا لبطولته وخدماته الجليلة لمصر.

وأكد اللواء نصر سالم، الرئيس الأسبق لجهاز الاستطلاع، أن "إسرائيل لم تحتمل الاعتراف بأنها تعرضت لاختراق بهذا الحجم، فاختارت لعقود أن تصور مروان كعميل مزدوج، لكن الحقائق اليوم تثبت أنه كان أداة رئيسية في أكبر عملية خداع استراتيجي نفذتها مصر".

الدبلوماسي المخضرم حسين هريدي أوضح أن موقف مصر محسوم منذ البداية، مشيرًا إلى تصريح الرئيس الأسبق حسني مبارك بأن مروان "قدم خدمات عظيمة للوطن".

ويرى محللون أن إعادة فتح الملف في الإعلام الإسرائيلي ليس إلا انعكاسًا لصراعات داخلية بين الأجهزة الأمنية هناك، لكنه في الوقت نفسه يعزز الاعتراف الدولي بقدرة مصر على تنفيذ عملية استخباراتية استثنائية ساهمت في إنجاح معركة العبور.

تم نسخ الرابط