الفضة تلمع في سماء الأسواق العالمية.. ارتفاع تاريخي يعيدها إلى دائرة الضوء

قفزت أسعار الفضة إلى مستويات غير مسبوقة، متجاوزة حاجز الـ50 دولارًا للأونصة للمرة الأولى في تاريخها الحديث، وسط موجة من الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي دفعت المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، في مشهد يعيد رسم خريطة الأسواق العالمية.
الفضة تتخطى 50 دولارًا
ووفقًا لبيانات وكالة بلومبرج، ارتفع سعر الأونصة بنسبة 4.19% ليصل إلى نحو 50.9 دولارًا، في قفزة وصفتها مؤسسات مالية عالمية بأنها "الأقوى منذ عقد"، لتتجاوز الفضة بذلك ذروتها التاريخية المسجلة عام 2011، وتعيد إشعال المنافسة القديمة مع الذهب الذي يواصل بدوره تسجيل أرقام قياسية جديدة.
أسباب ارتفاع أسعار الفضة
ويرى محللون أن هذه الطفرة ليست مجرد انعكاس لحركة الأسواق، بل نتيجة مباشرة لمزيج معقد من العوامل، أبرزها تزايد المخاوف من الإغلاق الحكومي الأمريكي، وتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وآسيا، فضلًا عن التوقعات المتزايدة بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.
أهم أدوات التحوط ضد التضخم
ورأى خبراء الاقتصاد، أن الفضة عادت لتؤكد مكانتها كأحد أهم أدوات التحوط ضد التضخم والتقلبات الاقتصادية، مشيرين إلى أن الطلب الاستثماري على المعدن الأبيض سجل نموًا لافتًا منذ بداية العام، مدعومًا بتراجع المعروض في الأسواق العالمية.
وأكد الخبراء أن الفضة اكتسبت بريقًا جديدًا بفضل الطلب الصناعي القوي، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والطاقة النظيفة، حيث تُستخدم في تصنيع الألواح الشمسية والمكونات الإلكترونية الدقيقة، مما يجعلها ليست مجرد أداة مالية، بل مادة استراتيجية في التحول العالمي نحو الاقتصاد الأخضر.
وأوضحوا أن هذا الصعود التاريخي يمثل "فرصة نادرة للمستثمرين الذين يسعون لتنويع محافظهم الاستثمارية"، موضحًا أن الجمع بين الذهب والفضة يوفر توازنًا مثاليًا بين الأمان والعائد، في ظل التقلبات الحادة التي تشهدها الأسواق.
توقعات مستقبلية
رغم احتمالات الترشيد الصناعي، لا يتوقع المحللون أن يتأثر الاتجاه الصعودي العام، مع استمرار عجز المعروض المتوقع عند 187.6 مليون أوقية هذا العام، وهو ثالث أكبر عجز في التاريخ.
ويرى الخبراء أن استمرار الطلب الاستثماري القوي سيُبقي الأسعار عند مستويات مرتفعة، بينما تظل الفضة عنصرًا أساسيًا في التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة والتقنيات الكهربائية، ما يعزز مكانتها كمعدن استراتيجي في المرحلة المقبلة.