باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

مركز الملاذ الآمن.. فوضى تضرب سوق الفضة وتجار الخام يجمّدون البيع ترقبًا لارتفاعات جديدة

أسعار الفضة
أسعار الفضة

تشهد سوق الفضة المحلية والعالمية حالة من الارتباك والتذبذب الحاد، بعد أن سجلت الأسعار العالمية مستوى 49 دولارًا للأوقية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، وهو الأعلى منذ عام 2011، مدعومة بتزايد الطلب على الملاذات الآمنة في ظل الإغلاق الحكومي الأمريكي وتصاعد المخاطر السياسية والاقتصادية، إلى جانب توقعات قوية بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، وفقًا لتقرير صادر عن مركز الملاذ الآمن.

وأوضح التقرير أن أسعار الفضة في السوق المحلية استقرت خلال تعاملات اليوم، ليسجّل جرام الفضة عيار 800 نحو 69 جنيهًا، وعيار 925 حوالي 86 جنيهًا، وعيار 999 نحو 86 جنيهًا، بينما استقر جنيه الفضة عيار 925 عند 640 جنيهًا.

وفي المقابل، استقرت الأوقية العالمية عند 49 دولارًا، وهو أعلى مستوى في 14 عامًا، مدفوعًا بزيادة الإقبال الاستثماري وتراجع الثقة في الأدوات المالية التقليدية، مع تزايد رهانات الأسواق على مزيد من التيسير النقدي الأمريكي.

وأشار التقرير إلى أن أسعار الفضة ارتفعت خلال الأسبوع الماضي بنسبة 13.3% محليًا، بالتوازي مع صعود عالمي بنسبة 4.4%، لتغلق عند أعلى مستوياتها منذ أغسطس 2011، مدعومة بتراجع الدولار وزيادة الطلب الصناعي، وتعاظم التوقعات بخفض الفائدة.

 

فوضى في السوق المحلية ووقف للتداول

كشف مركز الملاذ الآمن عن حالة من الفوضى في التسعير داخل السوق المحلية، بعد قيام بعض تجار الخام برفع الأسعار بشكل غير مبرر، أعقبه نقص حاد في المعروض وتوقف عدد من المتعاملين عن البيع ترقبًا لزيادات إضافية.

وقال المركز في تقريره: "سوق الفضة بدأ يدخل مرحلة خطيرة؛ فقد لاحظنا أن بعض تجار الخام رفعوا الأسعار فوق المستويات الطبيعية دون مبررات، ثم اتجهوا لتقليل المعروض، وهو ما خلق حالة من الشلل والارتباك في التداولات".

وأضاف التقرير: "إذا استمر الوضع على هذا النحو، قد نشهد قفزات غير منطقية في الأسعار خلال الفترة المقبلة، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا لضبط السوق ومنع الممارسات الاحتكارية والعبث بالتسعير، حفاظًا على المستهلك والمستثمر".

وأشار التقرير إلى أن بعض المصانع توقفت بالفعل عن الإنتاج بسبب نقص الخامات بعد امتناع تجار الخام عن البيع انتظارًا لمستويات أعلى من الأسعار، في ظل موجة ارتفاعات متواصلة بالبورصات العالمية، بالتزامن مع صعود الذهب واقترابه من 4000 دولار للأوقية، وتزايد الطلب على الملاذات الآمنة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.

 

خلفية تاريخية

يُعد هذا المستوى هو الأعلى للفضة منذ عام 2011، حين لامست عتبة 50 دولارًا للأوقية للمرة الثانية في تاريخها، بعد أن بلغت هذا السعر لأول مرة عام 1980 أثناء محاولة الأخوين "هانت" احتكار السوق.

 

أداء الفضة في سبتمبر 2025

ارتفعت أسعار الفضة مدفوعة بعدة عوامل، أبرزها استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي يُتوقع أن يطول، وتنامي الضبابية السياسية في فرنسا واليابان، وتزايد التوقعات بسياسات نقدية أكثر مرونة عالميًا، مما دفع المستثمرين نحو أصول بديلة أكثر أمانًا.

 

عوامل الدعم الأساسية

تحظى الفضة والذهب بدعم قوي من تراجع الدولار الأمريكي، وتوقعات خفض الفائدة، ومشتريات البنوك المركزية، والتوترات الجيوسياسية، فضلًا عن القلق المتزايد من ضعف العملات الورقية.

وتتميز الفضة بخصوصية مزدوجة كمعدن ثمين وصناعي، إذ يتأثر أداؤها بالطلبين الاستثماري والصناعي معًا.

 

اختلال العرض والطلب

بحسب معهد الفضة العالمي، بلغ الطلب الصناعي مستوى قياسيًا في عام 2024 عند 680.5 مليون أوقية، مدفوعًا بالطلب على الطاقة الشمسية والبنية التحتية الكهربائية والمركبات الكهربائية.

ورغم تراجع الطلب الإجمالي بنسبة 3%، إلا أنه تجاوز العرض للعام الرابع على التوالي، مسجلًا عجزًا قدره 148.9 مليون أوقية، ومن المتوقع استمرار العجز في عام 2025 للعام الخامس على التوالي، مع إنتاج متوقع 844 مليون أوقية مقابل طلب يتجاوز 940 مليون أوقية.

 

تفوق الفضة على الذهب

شهدت الفضة زيادة بنحو 67% منذ بداية العام، متفوقة على الذهب الذي ارتفع بنحو 50%، فيما انخفض معدل الذهب إلى الفضة إلى 81 نقطة، وهو أدنى مستوى في عام.

وحذّرت شركة Metals Focus من أن الارتفاع المبالغ فيه قد يؤدي إلى تراجع الطلب الصناعي نتيجة "الادخار الصناعي"، إذ تسعى الشركات إلى ترشيد استخدام المعدن وخفض التكاليف.

ويتوقع المحللون أن يؤدي التطور التكنولوجي في قطاع الطاقة الشمسية إلى تقليص استهلاك الفضة بنسبة 15–20% هذا العام، لكنهم يؤكدون أن النمو الكبير في الطاقة النظيفة سيواصل دعم الطلب على المدى الطويل.

 

توقعات مستقبلية

رغم احتمالات الترشيد الصناعي، لا يتوقع المحللون أن يتأثر الاتجاه الصعودي العام، مع استمرار عجز المعروض المتوقع عند 187.6 مليون أوقية هذا العام، وهو ثالث أكبر عجز في التاريخ.

ويرى الخبراء أن استمرار الطلب الاستثماري القوي سيُبقي الأسعار عند مستويات مرتفعة، بينما تظل الفضة عنصرًا أساسيًا في التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة والتقنيات الكهربائية، ما يعزز مكانتها كمعدن استراتيجي في المرحلة المقبلة.

تم نسخ الرابط