الفضة تخطف الأنظار.. مكاسب مرتقبة تقلب موازين الأسواق

شهدت أسواق الفضة العالمية واحدة من أقوى موجات الارتفاع خلال شهر سبتمبر 2025، بعدما تحولت الفضة إلى الحصان الأسود للمستثمرين، محققة مكاسب حادة تجاوزت 10% في غضون أسبوع واحد فقط.

الفضة تسجل أعلى مستوى منذ 14 عامًا

قفزت أسعار الأوقية من 42 دولارًا يوم 19 سبتمبر إلى نحو 46 دولارًا في 26 سبتمبر، لتسجل أعلى مستوى لها منذ 14 عامًا، وسط دهشة المتداولين الذين لم يتوقعوا هذه الطفرة المفاجئة.

وبحسب موقع «دايلي ميتالز»، فإن وتيرة هذا الصعود جديرة بالملاحظة، حيث نادرًا ما تحقق أسواق المعادن تحركات بهذه القوة في فترة زمنية قصيرة.

ويرى محللون أن اختراق الفضة حاجز 46 دولارًا يفتح الطريق نحو مستوى المقاومة الأبرز عند 50 دولارًا، وهو هدف نفسي وفني يراقبه المستثمرون عن كثب خلال الفترة المقبلة.

أسباب ارتفاع الفضة

جاء الارتفاع الكبير للفضة نتيجة حزمة من العوامل الاقتصادية العالمية، في مقدمتها بدء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دورة خفض الفائدة، بعدما أقر خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي، ما عزز شهية المستثمرين نحو أصول الملاذات الآمنة، كما ساهم ضعف الدولار الأمريكي وارتفاع المخاطر الجيوسياسية في زيادة الطلب على المعادن الثمينة، لتتصدر الفضة المشهد بجانب الذهب.

الفضة تتفوق على الذهب

ووفقًا لتقرير «بلومبرج»، ارتفعت مكاسب الفضة منذ بداية العام الجاري بأكثر من 55%، لتتفوق على الذهب الذي سجل بدوره مكاسب قوية لكنها أقل حدة، وأوضحت الوكالة أن صناديق الاستثمار المتداولة في المعادن الثمينة لعبت دورًا محوريًا في دعم الأسعار، حيث شهدت صناديق الذهب وحدها تدفقات قياسية في سبتمبر بلغت 10.5 مليار دولار، بينما تجاوزت التدفقات السنوية منذ مطلع 2025 حاجز 50 مليار دولار، هذا الزخم انعكس بطبيعة الحال على الفضة التي استفادت من موجة شراء واسعة النطاق.

تقترب من حاجز 50 دولارًا

ويتوقع الخبراء أنه إذا تمكنت الفضة من الحفاظ على مستوياتها الحالية فوق 45 دولارًا، فقد تستمر موجة الصعود حتى نهاية العام وربما يتم اختبار حاجز 50 دولارًا قريبًا، ومع ذلك يحذر المحللون من احتمالية حدوث تراجعات مفاجئة، نظرًا لطبيعة السوق شديدة التقلب عند انحسار المضاربات.

إقبال متزايد في الأسواق المحلية

ويتوقع الخبراء أن تمتد آثار هذه الطفرة إلى السوق المصرية، خاصة في قطاع المشغولات الفضية الذي يشهد إقبالًا متزايدًا مع ارتفاع أسعار الذهب، كما قد تستفيد الصناعات المرتبطة بالفضة مثل الأدوات الطبية والإلكترونية، حيث يمثل ارتفاع الأسعار حافزًا لإعادة النظر في استراتيجيات التصنيع والاستيراد.