باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

شرم الشيخ بدلا من الدوحة.. السفير يوسف زاده يكشف لـ "تفصيلة" كواليس مفاوضات غزة

السفير يوسف زاده
السفير يوسف زاده

تثير خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة جدلاً واسعًا داخل الأوساط السياسية والدبلوماسية، وسط تباين المواقف بين مؤيد يرى فيها فرصة للسلام، ومعارض يعتبرها منحازة لإسرائيل.

السفير يوسف مصطفى زاده، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، كشف في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة عن تفاصيل وملاحظات دقيقة بشأن هذه الخطة المثيرة للجدل.

خطة طموحة تواجه تحديات التنفيذ

أوضح السفير زاده أن خطة ترامب، التي طرحها في سبتمبر، تضمنت 20 بندًا تهدف إلى التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح نحو 48 رهينة، بينهم 20 على قيد الحياة، إلى جانب تسليم السلطة في غزة لقيادة محايدة، وبدء عملية إعادة إعمار بضمانات أمنية لإسرائيل.

وأضاف أن الخطة حظيت بدعم دولي واسع من دول عدة، أبرزها مصر، السعودية، الإمارات، قطر، الأردن، تركيا، إندونيسيا، وباكستان، لكنها تواجه عقبات كبيرة على صعيد التنفيذ الميداني والسياسي.

رؤية دبلوماسية مصرية متوازنة

يرى السفير زاده أن المقترح الأمريكي يمثل خطوة متقدمة مقارنة بمبادرات سابقة، خصوصًا في تركيزه على الإفراج السريع عن الرهائن خلال ثلاثة أيام، وبدء تحول سياسي في غزة.

وأشار إلى أن النهج الأمريكي هذه المرة يجمع بين الضغط العسكري والحوافز الاقتصادية، لكنه أكد أن الخطة ليست مثالية، إذ تحتاج إلى آليات رقابة قوية على إعادة الإعمار، وضمانات لعدم إعادة بناء القدرات العسكرية لحماس، بالإضافة إلى مشاركة أوسع للسلطة الفلسطينية في الحكم الانتقالي، وجدول زمني واضح للانسحاب الإسرائيلي.

انحياز واضح وتخوف فلسطيني مشروع

أكد زاده أن تركيز الخطة على نزع سلاح المقاومة جعلها تبدو منحازة لإسرائيل، مشيرًا إلى أن حماس وافقت بشكل جزئي على بعض البنود المتعلقة بإطلاق الرهائن مقابل إفراج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين، لكنها رفضت التخلي الكامل عن السلطة أو السلاح دون ضمانات سياسية طويلة الأمد، مثل إنهاء الحصار وإقامة الدولة الفلسطينية.

تقييم الجهد المصري ودوره المحوري


أشاد السفير بالدور المصري قائلاً إن القاهرة كانت الوسيط الرئيسي منذ بداية الحرب، ونجحت في استضافة المفاوضات غير المباشرة بشرم الشيخ، ما أضفى زخمًا سياسيًا على العملية.

وأضاف أن الرئيس السيسي شدد في تصريحاته على ضرورة وقف إطلاق النار، وإعادة الرهائن، وبدء الإعمار، مؤكدًا أن دعوته إلى تعاون إقليمي واسع عكست توازنًا دبلوماسيًا في ظل التوترات الإقليمية.

تحسن ملحوظ في العلاقات المصرية الأمريكية


أوضح زاده أن تصريحات ترامب الأخيرة، التي وصف فيها الرئيس السيسي بـ"القائد العظيم"، جاءت كمحاولة لتخفيف التوتر بين القاهرة وواشنطن بعد خلافات حول ملف التهجير في غزة.

وأشار إلى أن العلاقات الثنائية تحسنت مؤخرًا مع بدء المفاوضات واستئناف الاتصالات الرسمية، رغم استمرار التحفظات المصرية على بعض المواقف الأمريكية.


دلالات المفاوضات وتفاؤل حذر

كشف السفير أن مصر نظّمت لقاءات إسرائيلية في شرم الشيخ يوم 6 أكتوبر، أعقبها استئناف المفاوضات في اليوم التالي، في ذكرى هجوم حماس قبل عامين، معتبرًا التوقيت ذا رمزية قوية ورسالة دبلوماسية واضحة.

وأكد أن اختيار شرم الشيخ بدلاً من الدوحة يعكس ثقة إقليمية في الوساطة المصرية، مشيرًا إلى أن المفاوضات غير المباشرة تسير نحو إطلاق الرهائن خلال أيام، في خطوة وصفها بـ"الجريئة نحو الهدوء رغم التعقيدات السياسية".

تم نسخ الرابط