عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي لـ «تفصيلة»: خطة ترامب ظالمة للفلسطينيين.. والقاهرة تحركت بقوة

أثارت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط جدلاً واسعاً، بعدما وصفها محللون بأنها الهدية الكبرى للكيان الصهيوني، في حين حاولت مصر عبر جهودها الدبلوماسية المكثفة إنقاذ المسار السياسي وضمان حقوق الفلسطينيين.
وفي تصريحات خاصة لموقع «تفصيلة»، كشف ماهر عبد القادر، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، عن تفاصيل الخطة وموقف القاهرة منها، مشيراً إلى أنها تحمل إيجابيات إنسانية محدودة لكنها تفشل في تحقيق العدالة للفلسطينيين.
خطة ترامب مكسب لإسرائيل
أكد ماهر عبدالقادر، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة، أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة ليست سوى مكسب استراتيجي للكيان الصهيوني، وليست حلاً حقيقياً للقضية الفلسطينية.
أوضح عبدالقادر، أن هذه الخطة تمثل محطة جديدة من محطات الصراع الممتد منذ أكثر من مئة عام، بدءاً من النكبة والنكسة مروراً بالاحتلال والضم والتهجير، وكلها بدعم أمريكي مطلق وغير مشروط لإسرائيل.
ويرى أن ما يتم الترويج له كحل، ليس إلا إعادة إنتاج لتاريخ طويل من التنازلات الفلسطينية، بدءاً من وعد بلفور عام 1917، وقرار التقسيم عام 1947، مروراً باتفاق أوسلو عام 1993، وصولاً إلى ما يسمى اليوم بـ"مشروع ترامب"، الذي يشرعن جرائم الاحتلال ولا يقدم للفلسطينيين أي حل واقعي، وفق قوله.
إيجابيات شكلية وخسائر جوهرية
أشار عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي إلى أن الخطة، رغم قبول المقاومة الفلسطينية المشروط لها، لا تلبي الحد الأدنى من تطلعات الشعب الفلسطيني، فهي لا تحدد بوضوح حدود الدولة الفلسطينية، ولا تنهي الاحتلال أو توقف التوسع الاستيطاني.
لكنه أقرّ بأن الخطة احتوت على بعض النقاط الإيجابية، منها وعود بإنهاء المعاناة الإنسانية في قطاع غزة والسماح بدخول المساعدات الغذائية والطبية العاجلة، إضافة إلى تعهد دولي بإعادة إعمار المدن والبلدات المتضررة.
كما تضمنت الخطة التزاماً بوقف حرب الإبادة التي أودت بحياة أكثر من 270 ألف شهيد وجريح ومفقود، وأشارت إلى ضرورة عودة توزيع المساعدات عبر الأمم المتحدة، الجهة التاريخية المخوّلة بهذه المهمة.
الجهد المصري والوساطة الإقليمية
تحدث عبدالقادر بإسهاب عن الدور المحوري الذي لعبته مصر وقطر في صياغة الرد الفلسطيني على خطة ترامب، واصفاً رد المقاومة بأنه "ذو رصانة سياسية وفن تفاوضي مميز"، يعكس تنسيقاً وثيقاً بين الفصائل الفلسطينية وعدة دول عربية وإسلامية، من بينها مصر وقطر والسعودية والأردن وتركيا وباكستان وإندونيسيا.
وأوضح أن القاهرة والدوحة كانتا على رأس الجهود الدبلوماسية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة، وأن القيادة المصرية دعمت رؤية ترامب لإنهاء الحرب في غزة، لكنها في الوقت ذاته أبدت تحفظاً على بعض بنود الخطة التي تهمّش السلطة الفلسطينية وتفتقر لمسار واضح نحو إقامة دولة مستقلة.
تحفظ مصري ومخاوف من التهميش
ولفت عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي إلى أن العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن شهدت تجاذبا بعد إعلان تفاصيل الخطة، إذ اعتبرت مصر أن التعديلات التي أجرتها الإدارة الأمريكية بالتنسيق مع فريق نتنياهو تجاوزت عن المطلوب، مؤكدا أن مصر عبّرت عن استيائها من تجاهل دور السلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة ضمن الخطة الجديدة، خاصة مع اقتراح نشر قوات حفظ سلام دولية دون ضمان دور حقيقي للفلسطينيين في الحكم الذاتي.
خطة مثيرة للجدل ومآلات غامضة
اختتم عبد القادر حديثه بالتأكيد على أن الخطة، بصيغتها الحالية، تمنح الكيان الصهيوني مساحة واسعة للمناورة السياسية، وتُبعد الأنظار الدولية عن جرائمه في غزة والضفة، كما تحاول طمس الاعترافات العالمية المتزايدة بفلسطين كدولة مستقلة.
ورأى أن ما طرحته واشنطن لا يمكن اعتباره خطة سلام، بل هو مشروع سياسي يهدف إلى شرعنة الاحتلال تحت غطاء دولي، محذراً من أن استمرار تجاهل الحقوق الفلسطينية سيؤدي إلى تفجر موجات جديدة من الصراع في المنطقة.