رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

مهندس برمجيات بريطاني يصاب بالشلل النصفي بعد تأخر التشخيص بعدوى خطيرة.. ما القصة؟

أمراض العمود الفقري
أمراض العمود الفقري

في عمر 18 عامًا، كان رافي، مهندس برمجيات شاب في المملكة المتحدة، يعيش حياة نشطة مليئة بالعمل التقني والمجهود البدني المنتظم، محافظًا على صحته ولياقته البدنية.

مهندس برمجيات بريطاني يصاب بالشلل النصفي 

 

 لكن ما بدأ كألم طفيف في منتصف الظهر قبل ثلاثة أشهر، سرعان ما تطور إلى حالة منهكة قلبت حياته رأسًا على عقب.

بدأ الألم بشكل خفيف ومتقطع، مما دفع رافي إلى الاعتماد على مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية، والتي وفرت راحة مؤقتة وشعورًا زائفًا بالأمان. 

علامات مقلقة 

ومع مرور الأسابيع، ظهرت علامات مقلقة: ثقل في الساقين، وخدر ووخز في القدمين، وانخفاض تدريجي في القدرة على التحمل. لم يتوقع رافي أن هذه الأعراض الخفيفة قد تشير إلى خطر عصبي جسيم على الحبل الشوكي والأعصاب.

الأطباء يؤكدون أن ضعف الساقين، وخدر الأطراف، وتغير التحكم في المثانة أو الأمعاء تُعد علامات تحذيرية يجب عدم تجاهلها، وأن الكشف المبكر عنها قد يقي من أضرار جسيمة لا رجعة فيها.

تأخر التشخيص وتحول الألم إلى خطر دائم

بعد شعوره بالقلق، لجأ رافي إلى الطبيب الذي أوصى بإجراء فحص مقطعي محوسب لتحديد سبب الألم.

 لكن أقرب موعد متاح في المملكة المتحدة كان بعد شهرين، خلال ستة أسابيع، بدا أن الأعراض مستقرة، ومنح ذلك رافي شعورًا زائفًا بالاطمئنان.

غير أن العدوى في العمود الفقري، وخصوصًا السل الشوكي، قد تتطور بصمت، وفعلًا، سمح التأخير بتفاقم العدوى، مما أدى إلى انضغاط شديد للحبل الشوكي وخراج فوق الجافية. 

هذا الخراج يشكل تجمعًا صديديًا بين عظام العمود الفقري والحبل الشوكي، يمكن أن يؤدي إلى شلل دائم إذا لم يُعالج فورًا.

التدهور السريع 

مع تفاقم الأعراض، ازداد ضعف ساقي رافي بشكل ملحوظ.

 وبحلول عودته الي بلدته كان عاجزًا عن المشي واضطر لاستخدام كرسي متحرك. أجرى الفريق الطبي هناك تقييمًا شاملًا كشف أن رافي مصاب بـ السل الشوكي (فقرة بوت) مع خراج فوق الجافية في الفقرتين D7 وD8.

خضع رافي لجراحة طارئة لتخفيف الضغط على الحبل الشوكي، إضافة إلى العلاج الدوائي المضاد للسل، لكن التأخير أدى بالفعل إلى شلل نصفي وفقدان السيطرة على المثانة، مما يبرز أهمية التشخيص المبكر والحاسم للوقاية من هذه المضاعفات.

ما هو السل الشوكي؟

مرض السل الشوكي يبدأ عادة في جسم الفقرة، مسببا تدمير الأنسجة العظمية، وقد يمتد إلى الفقرات المجاورة، والأقراص، والأنسجة الرخوة.

 أبرز مضاعفاته هو تكوّن خراج فوق الجافية الذي يضغط على الحبل الشوكي والأعصاب، ما قد يؤدي إلى الشلل، وفقدان التحكم بالمثانة أو الأمعاء، وتشوه دائم في العمود الفقري.

العلامات التحذيرية الرئيسية:

ألم تدريجي مستمر في منتصف أو أسفل الظهر.

أعراض عصبية مثل ضعف الساق، وخدر ووخز، وصعوبة في المشي.

تشوه محتمل في العمود الفقري نتيجة انهيار الفقرات.

أعراض عامة للسل مثل الحمى، التعرق الليلي، التعب، وفقدان الوزن في بعض الحالات.


عوامل الخطر للإصابة بالسل الشوكي

انتشار العدوى من السل الرئوي أو من مواقع مصابة أخرى في الجسم.

ضعف الجهاز المناعي بسبب أمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية، السكري، أو استخدام الستيرويدات لفترات طويلة.

العيش في مناطق موبوءة بالسل أو التعرض لمرضى السل غير المعالجين.


قصة رافي تذكير صارخ بأن كل يوم في صحة العمود الفقري له قيمته، وأن التأخر في التشخيص والفحوص الطبية يمكن أن يحوّل حالة قابلة للعلاج إلى إعاقة دائمة، مؤكدًا على أهمية الانتباه لأي ألم ظهر مصحوب بأعراض عصبية، وسرعة مراجعة الطبيب المتخصص.

تم نسخ الرابط