من قنا.. حفرة داخل مكتب صحة تقود إلى "سرداب الفراعنة"

في مشهد بدا وكأنه مأخوذ من رواية غامضة، تحولت جدران مكتب صحة صغير في مدينة دشنا بمحافظة قنا إلى مسرح لواحدة من أغرب قضايا التنقيب غير المشروع عن الآثار.
القصة بدأت بلجنة تفتيش روتينية دخلت المكتب لتفقد سجلاته، لكنها لم تتوقع أن تقودها الصدفة إلى حفرة عميقة بعمق 4 أمتار تنفتح على سرداب أفقي يمتد أكثر من 20 متراً.
أصوات غريبة وأبواب مغلقة في غير أوقاتها الرسمية أثارت الشكوك، لتظهر الحقيقة أعمال حفر سرية تُدار من قلب مؤسسة حكومية.
تورط موظفين
النيابة الإدارية، التي انتقلت على الفور، كشفت في بيان رسمي أن الموقع قد يكون مدخلاً إلى سرداب أثري محتمل، وأن التحقيقات الأولية تشير إلى تورط موظفين من داخل المكتب.
أربعة متهمين جرى توقيفهم، اعترفوا بأنهم كانوا يعملون ليلاً، مستخدمين أدوات حفر يدوية لتجنب لفت الأنظار، بحثاً عن ما وصفوه بـ"كنوز الفراعنة".
مكتب مغلق وتحقيقات موسعة
التحقيقات لم تتوقف عند حدود الحفرة، فقد أُغلق المكتب مؤقتاً بقرار من النيابة، وتم استدعاء لجان أثرية متخصصة لفحص الموقع والتأكد من طبيعته.
المنطقة المحيطة فُرضت عليها إجراءات أمنية مشددة، في محاولة لاحتواء الجدل الذي اجتاح الشارع المحلي منذ انتشار الخبر.
دشنا.. مدينة فوق التاريخ
لم يكن اختيار الموقع عشوائياً، دشنا تقع في قلب منطقة غنية بالآثار الفرعونية، بالقرب من معابد ومقابر ملوك وملكات مصر القديمة مثل وادي الملوك والدير البحري. هذه الخلفية جعلت المدينة على مدار عقود هدفاً مفضلاً لمحاولات التنقيب غير الشرعي.
واقعة ليست الأولى
المشهد يعيد للأذهان حادثة مشابهة قبل أشهر، حين أحبطت الأجهزة الأمنية محاولة حفر نفق أثري أسفل مبنى فرع ثقافة الأقصر. لكن هذه المرة، وقع الحفر من داخل مكتب يتبع وزارة الصحة، ما يجعل القضية أكثر حساسية ويطرح تساؤلات حول الرقابة على المؤسسات الحكومية.