رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

صور مزيفة.. خداع العناية بالبشرة على السوشيال ميديا يهدد الصحة

هوس السوشيال ميديا
هوس السوشيال ميديا

لقد جعلت منصات التواصل الاجتماعي من العناية بالبشرة ظاهرة واسعة الانتشار، بعد أن أغرقت الصفحات بصور "قبل وبعد" ومقاطع "الحلول السحرية"، التي تبدو في ظاهرها سهلة وسريعة، لكنها في كثير من الأحيان مضللة، بل وقد تكون ضارة. 

خطورة السوشيال ميديا 

هذا التوجه جعل الكثيرين يقصدون عيادات الجلدية لعلاج مشكلات صحية مختلفة، مثل التصبغات، والالتهابات، والحروق، والندوب، وحب الشباب، ونمو الشعر في الوجه، وهي مضاعفات لا تقتصر على الجانب الجسدي فحسب، بل قد تمتد لتؤثر سلبًا على الصحة النفسية.

ويشرح الأطباء أن الدماغ قد ينخدع بسهولة بالصور المثالية، إذ إن صور "قبل وبعد" غالبًا ما يتم تعديلها أو فلترتها أو تصويرها في إضاءة مختلفة، ما يجعلها تبدو وكأنها دليل قاطع، ويُجنّب المتلقي التساؤل حول حقيقتها بحسب Onlymyhealth. 

المؤثرون على هذه المنصات يستندون في محتواهم إلى سرد قصص شخصية وتجارب معاناة مألوفة، مثل: "كنت أعاني من حب الشباب أيضًا، ولكن...". 

هذه القصص تبني جسرًا من الثقة بينهم وبين المتابعين، وتعزز مصداقيتهم في نظر الجمهور، مما يمنح رسائلهم التسويقية قوة إضافية، حتى ينظر إليهم على أنهم أكثر موثوقية من المصادر الطبية الرسمية.

العناية بالبشرة 
العناية بالبشرة 

وما يزيد من خطورة الأمر أن هذا المحتوى يسوق باعتباره مجانيًا، وسهلًا، ولا يتطلب مواعيد أو تكاليف أو انتظارًا طويلًا في العيادات، في حين تهمش أحيانًا الأصوات الطبية لصالح تلك "النصائح الفيروسية" التي تستثير فضول المتابعين أو تخوفهم من فوات الفرصة وغالبًا ما تكون هذه النصائح قصيرة وسهلة الفهم، وتقدم في صورة تبدو غير ضارة، مثل: "استعمل فقط المنتجات الطبيعية"، أو "علاجات المطبخ".

اتجاهات خطيرة ينبغي مراقبتها

انتشرت بين المؤثرين في مجال العناية بالبشرة مجموعة من الممارسات الخطرة، أبرزها:

التقشير الكيميائي: استخدام الأحماض عالية التركيز التي تباع مباشرة للمستهلكين قد يؤدي إلى حروق وتغيرات في التصبغ وندوب، علمًا بأن هذا النوع من التقشير العميق مخصص فقط للأطباء المرخصين.

الوخز بالإبر الدقيقة الديرمارولر في المنزل

 يعرّض البشرة لعدوى خطيرة ويزيد احتمالية التصبغات والندوب.

كريمات وحقن التفتيح: الإفراط في استخدام الستيرويدات الموضعية أو الهيدروكينون قد يسبب ضمور الجلد، وحب الشباب، والتصبغات، والوردية الستيرويدية، إضافة إلى نمو شعر غير مرغوب فيه، وحساسية ضوئية، هذه المواد لا يجب استعمالها إلا بوصفة طبية وتحت إشراف متخصص.

المقشرات الكيميائية

حمض الساليسيليك: زيادة التركيز أو مساحة الاستخدام قد تؤدي إلى امتصاص جهازي خطير.

الريتينويدات: الاستعمال غير الصحيح يؤدي إلى جفاف شديد، واحمرار، وإضعاف الحاجز الواقي للبشرة.


مستحضرات التجميل المتدرجة: وضع طبقات من منتجات غير متوافقة قد يسبب انسداد المسام، وظهور حب الشباب، أو التهابات جلدية مهيجة.

العلاجات الطبيعية: مثل الزيوت العطرية غير المخففة، أو عصير الليمون المركز، أو الزنجبيل، أو الثوم، أو جوزة الطيب، التي قد تؤدي إلى حروق وتغيرات في لون البشرة أو حساسية ضوئية.


العواقب الحقيقية

يرى أطباء الجلدية بشكل يومي مرضى يعانون من تبعات هذه الممارسات، بدءًا من العدوى الجلدية والحروق، وصولًا إلى التصبغات والأكزيما وحب الشباب المزمن. هذه الحالات، إلى جانب آثارها الجسدية، تُثقل أيضًا الجانب النفسي للمريض.

إرشادات عملية من خبراء الجلدية

تحقق دائمًا من مصدر المعلومة: فعدد المتابعين لا يعادل المؤهلات الطبية.

تأكد من شهادات وخبرات صاحب النصيحة.

تذكر أن ما يصلح لشخص آخر قد يضرك أنت.

تجنب التجارب المحفوفة بالمخاطر.

اعلم أن الجلد قد يكون مؤشرًا على أمراض جهازية، والتشخيص المبكر يحمي صحتك.

تم نسخ الرابط