رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

جمعية القلب الأمريكية توضح أفضل وقت لتلقي لقاح الإنفلونزا

تفصيلة

 لا يقتصر موسم الإنفلونزا على أعراض تقليدية مثل الحمى والسعال أو بضع أيام من الراحة في الفراش. 

فبالنسبة لفئات واسعة من المجتمع، خصوصًا كبار السن وذوي الأمراض المزمنة، قد تتحول عدوى الإنفلونزا إلى أزمة صحية خطيرة تهدد الحياة.

وعلى الرغم من أن البعض يظن أن لقاح الإنفلونزا يمنع العدوى بالكامل، إلا أن الحقيقة الطبية أكثر عمقًا.

 فالتطعيم لا يهدف فقط إلى تقليل فرص الإصابة بالفيروس، بل الأهم أنه يقلل بشكل كبير من شدة المرض، ويخفض معدلات الدخول إلى المستشفيات، ويحد من مضاعفات الإنفلونزا المميتة.

لماذا يعد اللقاح ضروريًا لمرضى القلب والناجين من السكتات الدماغية؟

تكشف بيانات جمعية القلب الأمريكية أن نصف البالغين الذين احتاجوا إلى دخول المستشفى بسبب الإنفلونزا خلال المواسم الأخيرة كانوا يعانون بالفعل من أمراض القلب. 

هذه الأرقام تؤكد أن الإنفلونزا لا تقتصر على مهاجمة الرئتين، بل تضع ضغطًا إضافيًا على القلب والدورة الدموية، مما يزيد من خطورة الوضع لدى من لديهم تاريخ مرضي مرتبط بالقلب أو السكتات الدماغية.


هؤلاء المرضى غالبًا ما يمتلكون جهازًا مناعيًا أضعف، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة لتدهور حالتهم الصحية في حال الإصابة بالفيروس. 

لذلك، يصبح لقاح الإنفلونزا وسيلة وقائية لا غنى عنها لتقليل المخاطر وتعزيز فرص النجاة.

وفقًا لتقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة، فإن ما بين 70% و85% من الوفيات الناتجة عن الإنفلونزا، وما يصل إلى 70% من حالات دخول المستشفيات، تحدث بين من تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.


مع التقدم في العمر، يضعف الجهاز المناعي بشكل طبيعي، مما يجعل مقاومة العدوى أكثر صعوبة. 

ومن هنا جرى تطوير لقاح إنفلونزا عالي الجرعة خصيصًا لهذه الفئة العمرية، لتعويض ضعف الاستجابة المناعية لديهم. وحتى في حال عدم توفر اللقاح عالي الجرعة، يبقى التطعيم التقليدي خيارًا فعالًا، شريطة تلقيه في الوقت المناسب قبل ذروة الموسم.

الأطفال والتوصيات الحديثة

لم تعد توصيات التطعيم ضد الإنفلونزا تقتصر على الأطفال الأكبر سنًا كما في السابق. 

 توصي الجهات الصحية العالمية بضرورة حصول كل طفل يبلغ عمره 6 أشهر فما فوق على لقاح الإنفلونزا.


تكمن أهمية ذلك في أن الأطفال، وخاصة الرضع وصغار السن، قد يتحولون إلى مصدر رئيسي لانتشار العدوى داخل المنازل والمدارس. 

وبالتالي فإن تحصينهم لا يحميهم فقط، بل يشكل حاجزًا وقائيًا للأجداد وكبار السن وأفراد العائلة الأكثر عرضة للخطر.

أفضل فترة لتلقي لقاح الإنفلونزا هي شهرا سبتمبر وأكتوبر

 

يشير خبراء الصحة إلى أن أفضل فترة لتلقي لقاح الإنفلونزا هي شهرا سبتمبر وأكتوبر، وذلك لضمان منح الجسم الوقت الكافي لتكوين الأجسام المضادة قبل أن يصل نشاط الفيروس إلى ذروته في أواخر الخريف وطوال الشتاء.


ومع ذلك، يظل التطعيم في وقت لاحق خيارًا أفضل من عدم التطعيم على الإطلاق، نظرًا لأن موسم الإنفلونزا قد يمتد حتى أوائل الربيع.

 القاعدة بسيطة: كلما حصل الجسم على الحماية مبكرًا، زادت فاعلية الوقاية.

ماذا لو أصبت بالإنفلونزا رغم الحصول على اللقاح؟

من المهم إدراك أن التطعيم لا يمنح حصانة مطلقة بنسبة 100%. قد يصاب الشخص بالإنفلونزا حتى بعد التطعيم، إلا أن الأعراض عادة ما تكون أخف حدة وأقصر مدة. 

ويُعد ذلك فارقًا جوهريًا، إذ يقلل من احتمالية الحاجة إلى دخول المستشفى أو مواجهة مضاعفات تهدد الحياة.


كما يمكن تعزيز فعالية اللقاح عبر استخدام الأدوية المضادة للفيروسات التي يصفها الأطباء، والتي تظهر أفضل نتائج عند تناولها خلال أول يومين من ظهور الأعراض.

يمكن النظر إلى لقاح الإنفلونزا على أنه درع وقائي قوي: قد لا يمنع كل إصابة، لكنه يضمن أن يظل الجسم متماسكًا وقادرًا على تخطي العدوى دون عواقب وخيمة.

 

تم نسخ الرابط