الرعب يسيطر على الإخوان في الخارج و «خناقات» في اجتماعات القيادات بعد فشل مخطط السفارات

سيطرت حالة من الذعر داخل أوساط جماعة الإخوان الإرهابية في الخارج، بعد تسريبات أمريكية أكدت أن إدارة الرئيس دونالد ترمب أعادت فتح ملف تصنيف الجماعة على قوائم الإرهاب داخل الولايات المتحدة، وجاء ذلك بالتزامن مع فشل تنظيم الإخوان الإرهابي في إثارة الفوضى بمحيط السفارات المصرية خلال انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة.
مصادر مطلعة كشفت لـ"تفصيلة" أن اجتماعات مغلقة عقدتها قيادات التنظيم الدولي في أنقرة ولندن خلال الأيام الماضية، لمناقشة سيناريوهات التعامل مع القرار المرتقب، والذي ترى الجماعة أنه سيكون ضربة قاصمة لأنشطتها المالية والإعلامية في الغرب.
سفارات مصر.. عقدة الفشل المتكرر
وقالت المصادر إن حالة الرعب الإخوانية تعود أيضًا إلى فشل تحركاتهم الأخيرة ضد الدولة المصرية، وتحديدًا محاولة حصار السفارات المصرية في أوروبا بالتزامن مع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس الشيوخ الماضية.
ورغم التخطيط المسبق، وتجنيد عناصر تابعة لهم في هولندا وتركيا وماليزيا، إلا أن هذه المحاولات انتهت باعتقالات وتفكك واضح في صفوفهم، بعد أن رصدت أجهزة الأمن تحركاتهم وتمكنت من إحباط مخطط اقتحام السفارة المصرية في لاهاي.
وأكدت المصادر أن الحادثة الأخيرة جعلت السفارات المصرية تتحول إلى "كابوس" دائم يلاحق عناصر التنظيم، بعدما أدركوا أن كل تحركاتهم مرصودة، وأن أي محاولة للاعتداء على البعثات الدبلوماسية سيتم التعامل معها بصرامة دولية.
ضربة التمويل.. قادمة
وبحسب ما علمته "تفصيلة"، فإن مخاوف الإخوان تضاعفت بعد تقارير أمريكية وأوروبية كشفت عن تدفقات مالية مشبوهة من كيانات مرتبطة بالجماعة، وهو ما يهدد بقطع شرايين تمويلها، خاصة في ظل التحركات التي يقودها الكونجرس لإغلاق الجمعيات والمراكز التي تعمل كغطاء للتنظيم الدولي.
ويؤكد مراقبون أن إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب الأمريكية سيجعل من الصعب على الإخوان الاستمرار في استغلال الديمقراطية الغربية كستار لنشر خطابها المتطرف، كما سيُعرض قياداتها للملاحقة القضائية، ويجمد أرصدتها البنكية في أوروبا وأمريكا.
الرعب.. حاضر في كل بيان
اللافت أن خطاب قيادات الإخوان في الخارج خلال الأيام الأخيرة اتسم بالتوتر والارتباك، حيث دعا بعضهم إلى "العمل تحت الأرض مجددًا"، فيما حذر آخرون من "موجة اعتقالات" قد تطال العناصر النشطة في أوروبا وأمريكا حال صدور القرار.
ويرى مراقبون أن هذه الحالة من الارتباك تعكس إدراك الجماعة أن زمن المناورات انتهى، وأن مشروعها في الخارج يواجه واحدة من أعنف الضربات منذ سقوط حكمها في مصر عام 2013.
الجماعة التي حاولت استعراض قوتهاغ عبر حصار السفارات، تجد نفسها اليوم محاصرة بالقرارات الأمريكية والأوروبية، ومعزولة أمام الرأي العام الدولي.. ليبقى السؤال: هل يعيش الإخوان آخر أيام نفوذهم في الغرب؟.
خناقة القيادات بين أنقرة ولندن
الفشل الأخير في استهداف الدولة المصرية ساهم في تأجيج الصراع بين جبهتي إسطنبول ولندن داخل الجماعة كان قد شهد هدوءًا مؤقتاً في الفترة الأخيرة، وإلقاء كل منهما على الأخر أسباب الفشل ومطاردة الجماعة قانونيا في عدة دول أوربية وأخرها فرنسا والتي أعلنت إعادة تقييم أيدلوجية الإخوان وتصنيفها كجماعة إرهابية بجانب الفشل الذريع في حملات التشكيك في الدولة المصرية واخرها موقعة السفارات.
وكان الانشقاق بدأ رسمياً في ديسمبر2021 مع إعلان "جبهة إسطنبول" إعفاء إبراهيم منير من مهام القائم بعمل المرشد العام للجماعة الراحل وتكليف مصطفى طلبة بالقيام بمهامه. وظهر مؤخراً تيار ثالث يصارع على قيادة الجماعة ينتمي لـ"جبهة الكماليين" نسبةً لمحمد كمال القيادي الإخواني الذي قُتل في اشتباكات مع قوات الأمن عام 2016، وكان يتولى قيادة اللجان المسلحة للإخوان.
ووفق المعلومات تدور حرب ضروس الآن قادة التنظيم الإرهابي الهاربين في أنقرة ولندن حول الأحق بتولي قيادة التنظيم وظهر شباب الجماعة الإرهابية في الصورة مثل علاء السماحي القيادي في حسم الذراع الإرهابي للجماعة ويحي موسي ومحمود فتحي صديق الرئيس السوري أحمد الشرع وبين هيثم أبو خليل ومحي الدين الزايط ووجدي غنيم، بجانب الدكتور عمرو دراج رئيس المكتب السياسى لجماعة الإخوان المسلمين رغم إعلانه مؤخرا استقالته من جميع المناصب القيادية السياسية والإدارية سواء داخل الجماعة واعتزاله العمل العام بشكل نهائى وحاسم إلا أنه مازال يستشار برأيه في شئون التنظيم وخاصة في الأزمات..