ما بعد 30 يونيو.. كيف أنشأت جماعة الإخوان كيانات مسلحة لضرب الدولة؟

مع سقوط حكم جماعة الإخوان في 30 يونيو 2013، وتحرك الدولة لاستعادة مؤسساتها، لجأت قيادات الجماعة إلى استراتيجية مختلفة، تقوم على تفكيك التنظيم المركزي، ودعم تشكيلات مسلحة ميدانية تنفذ أعمالًا عدائية ضد الدولة تحت أسماء متعددة، بهدف تشتيت المسؤولية القانونية، ومواصلة الضغط الأمني والسياسي.
وقد حملت هذه الجماعات، التي ظهرت بعد الثورة الشعبية، بصمات فكرية وتنظيمية إخوانية، رغم محاولات تقديمها ككيانات مستقلة.
وفيما يلي تستعرض "تفصيلة" أبرز هذه الأذرع المسلحة التي مارست العنف بعد سقوط الجماعة من الحكم:
"لواء الثورة": الذئاب المنفردة بأجندة التنظيم
تأسس هذا الكيان على يد القيادي الإخواني الهارب محمد كمال، الذي أشرف على ما عُرف داخل التنظيم باسم "الحركات النوعية".
ويعتمد "لواء الثورة" على تكتيك الذئاب المنفردة، وهو نمط يقوم على تشكيل مجموعات صغيرة (من 3 إلى 5 أفراد) تتحرك دون اتصال مباشر بقيادة مركزية.
من أبرز عملياته:
اغتيال ضابط بالأمن الوطني في مدينة السادس من أكتوبر.
استهداف كمائن أمنية بالقاهرة الكبرى.
ورغم غياب الصلة التنظيمية العلنية، أثبتت التحقيقات وجود تمويلات وتحركات مصدرها هياكل مرتبطة بجماعة الإخوان.
"حسم": الذراع المباشر لاستهداف مؤسسات الدولة
أُعلنت حركة "حسم" لأول مرة في يناير 2014، وركزت بياناتها على استهداف رجال الشرطة والقضاء.
واعتمدت على عمليات نوعية تنفذها عناصر مدربة، شملت تفجيرات واغتيالات.
من أبرز عملياتها:
محاولة اغتيال المستشار زكريا عبد العزيز، النائب العام المساعد.
محاولة اغتيال اللواء مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية الأسبق.
وأكدت التحقيقات الأمنية لاحقًا أن "حسم" تعمل ضمن مظلة تنظيم الإخوان، باعتبارها جناحًا مسلحًا مخصصًا لتنفيذ أعمال نوعية بعد 30 يونيو.
"مولوتوف" و"إعدام": استهداف الأفراد لا المؤسسات فقط
مع بداية عام 2014، ظهرت كيانات صغيرة مثل:
"مولوتوف": أعلنت عن جناح عسكري لاستهداف إعلاميين، وقضاة، وقيادات في الشرطة والجيش.
"إعدام": ركزت على تتبُّع ضباط الشرطة، وحرق سياراتهم.
وقد تم توثيق هذه الكيانات من خلال مقاطع مصورة وتدوينات على منصات تابعة للتنظيم، تضمّنت تهديدات مباشرة لمسؤولين وضباط بأسمائهم.
"العقاب الثوري": العنف المتنقل والتفجيرات النوعية
برز اسم "العقاب الثوري" كجهة مسؤولة عن تنفيذ عمليات تفجير مركزة في مناطق أمنية.
من أبرز عملياته:
تفجير قرب مديرية أمن الفيوم.
محاولة تفجير منشآت حيوية بمدينة الإنتاج الإعلامي.
اعتمدت هذه الحركة على تكتيك "الضرب والهروب"، وكان أغلب عناصرها من القواعد الشبابية التي شاركت في اعتصامي رابعة والنهضة.
"أنصار الشريعة بأرض الكنانة": العائدون من السجون إلى ساحات العنف
تكوّن هذا الفصيل من عدد من الهاربين من سجن وادي النطرون خلال أحداث يناير 2011، بعضهم من قيادات الإخوان، والذين تولوا تجنيد شباب من المحافظات وإرسالهم إلى سوريا للتدريب، ثم إعادتهم لتنفيذ عمليات ضد الدولة.
من أبرز العمليات التي نُسبت لعناصر من هذا التنظيم:
اغتيال ضباط في مديريات الأمن.
استهداف كمائن أمنية في مناطق مختلفة من الدلتا والصعيد.