رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

من يقف خلف هؤلاء.. إسلام سعد وأحمد الباز نموذجا

إسلام سعد
إسلام سعد

في شوارع القاهرة، حيث تمر آلاف الوجوه كل يوم، ثمة من يعبرون كأنهم عاديون، ثم يعودون للظهور على الشاشات، في واجهات المشهد، بزخم مفاجئ، وربما مُربك أحيانًا لا لأنهم أثاروا ضجيجًا بصوتهم، بل لأنهم تقدّموا دون أن ينتبه كثيرون إلى كيف بدأوا، ومن دفعهم، أو حتى إلى أي مدى هم يسيرون.

رحلة صعود من الظل إلى الواجهة

إسلام سعد، مصمم الأزياء الذي ارتدى بعض من تصميماته أبرز نجوم السينما، والذي أثار فضول الرأي العام بعد ظهوره ببدلة مرصعة بالألماس تُقدّر بعشرين مليون جنيه  وأحمد الباز، رجل الأعمال الذي انتقل من تجارة الحلويات والسيارات إلى تأسيس سلسلة مطاعم شهيرة، ثم دخل بهدوء إلى معترك السياسة، تحت راية حزب مستقبل وطن.

كلاهما لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، لكنهما أصبحا اليوم جزءا من مشهد لا يخلو من لمعان ومن علامات استفهام كذلك.

ويستعرض "تفصيلة" قصة صعود الثنائي في التقرير التالي:

من بائع الحلوى إلى قصور الطعام

في مدينة كفر الزيات، محافظة الغربية، نشأ أحمد الباز وسط حياة بسيطة عمل بائعًا للحلوى في طفولته، ثم اتجه لتجارة السيارات في بداية شبابه، وفي عام 2009، فتح أول مشروع خاص به "قاعات أفراح ومطعم صغير"، لم يكن المشروع علامة فارقة آنذاك، لكنه كان نواة لفكرة ستتشكل لاحقًا من تحويل الطعام إلى تجربة فخمة.

جاء عام 2016، ومعه الانطلاقة الحقيقية لمشروع "قصر الكبابجي"، مطعم يجمع بين المذاق الشعبي والتصميم الملوكي، نجح المشروع، فتح فروعًا في طنطا، التجمع، الشيخ زايد، ثم الساحل الشمالي.

لكن النقلة الأهم لم تكن تجارية، بل سياسية، ظهر الرجل في دوائر حزب "مستقبل وطن"، الحزب الأبرز حاليًا على الساحة، كما أنه  لا يتحدث كثيرًا عن توجهاته، لكنه يتحدث بكثرة عن "التأثير"، ولا يُعرَف ما إذا كانت له طموحات انتخابية، أو إذا كان مجرد داعم مالي، لكن  ما هو مؤكد أنه الآن جزء من منظومة ترى في الظهور السياسي وجهًا جديدًا للنجاح.

كما أن العلاقة بين رأس المال والسياسة ليست جديدة. لكن حين يصعد شخص من خلفية بسيطة، ويُصبح خلال أقل من عقد ضيفًا دائمًا في موائد أصحاب القرار، فإن الأسئلة لا تكون عن النجاح فقط، بل عمّا وراءه.

إسلام سعد: من خلف الكواليس إلى واجهة الموضة

من جهة أخرى، يقف إسلام سعد في منطقة مختلفة تمامًا، منطقة الأناقة، والنجوم، والأضواء، لكنه أيضًا لا يخلو من الغموض.

مصمم أزياء بدأ في صمت، وعمل في الخفاء، إلى أن أصبحت توقيعاته حاضرة في إطلالات مشاهير الفن ولاعبي كرة القدم القدم، والمسئولين، إلى أ صار اسمه مرتبطًا في أذهان الجماهير  بالصورة النهائية للنجوم والمشاهير،  وربما حجم لثروة غير المعلنة.

لكن لحظة التحوّل لم تكن مهنية بقدر ما كانت استعراضية، حيث جاءت "البدلة المرصعة بالألماس" التي قُدرت قيمتها بعشرين مليون جنيه، والتي كانت بمثابة "إعلان وجود" على الساحة.

بعدها وقعت حادثة توقيف في مطار القاهرة بحيازة مبلغ كبير بالدولار، يتجاوز الحد القانوني، التحقيقات انتهت سريعًا، وتم الإفراج عنه، لكن الجمهور لم يغلق الملف، وظلت الأسئلة: من أين جاء بكل هذا؟ من يدعمه؟ وما هي شبكة العلاقات التي نقلته من خياطة الكواليس إلى صالات كبار الزوار؟أسئلة كثيرة لم يتطرق للرد عليها، وربما لا  يُجاب عليها قريبًا.

ظواهر أم نماذج؟

القصتان لا تتشابهان في التفاصيل، لكنهما تتقاطعان في جوهر واحد: التحول السريع، الظهور المفاجئ، واقتراب النجاح من مواقع التأثير، عبر الصورة، والعلاقات، وربما السياسة.

تم نسخ الرابط