رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

الشمس تتعامد على الكعبة المشرفة.. ظاهرة فلكية مميزة

تعامد الشمس
تعامد الشمس

تشهد سماء مكة المكرمة بعد قليل ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة المشرفة حيث تصبح الشمس في موقع شبه عمودي فوق الكعبة فتصل أشعتها مباشرة إلى سطحها دون أن تلقي الأجسام العمودية أي ظل في مشهد فلكي فريد يعبر عن دقة النظام الكوني.

وتمثل ظاهرة التعامد فرصة نادرة لدراسة ظاهرة الانكسار الجوي وتأثير طبقات الغلاف الجوي على موقع الشمس الظاهري في السماء عند اقترابها من السمت (النقطة الرأسية فوق الرأس مباشرة).

ويمكن للزوار في مكة المكرمة خلال لحظة التعامد رؤية اختفاء الظلال لأجسام مثل الأعمدة أو أي أدوات مستقيمة قائمة مما يجعل من الحدث مشهداً بصرياً رائعاً يجمع بين الجمال الطبيعي والدقة العلمية.

ظاهرة تعامد الشمس

وأشارت الجمعية الفلكية بجدة إلى أن موعد التعامد الأول في عام 2025 اليوم الثلاثاء 27 مايو عند الساعة 12:18 ظهراً بتوقيت مكة المكرمة متزامناً مع أذان الظهر في المسجد الحرام حيث تبلغ الشمس في تلك اللحظة زاوية ارتفاع قدرها 89.56 درجة فوق الأفق.

وفي اليوم التالي الأربعاء 28 مايو يتكرر المشهد في التوقيت ذاته تقريبًا بزاوية ارتفاع تبلغ 89.54 درجة بفارق طفيف للغاية عن اليوم السابق وهذا يعني أن يوم الثلاثاء هو الأقرب للحظة التعامد المثالي في تأكيد على دقة الحسابات الفلكية وقدرتها على التنبؤ بهذه الظواهر بدقة متناهية.

ويشير التعامد إلى سقوط أشعة الشمس بشكل عمودي تماماً على نقطة معينة من سطح الأرض بحيث لا تُلقي الأجسام القائمة أي ظل في تلك اللحظة وبالنسبة لموقع الكعبة المشرفة فإن هذا التعامد يحدث مرتين سنوياً في نهاية مايو ومنتصف يوليو وذلك عندما تمر الشمس بشكل مباشر فوق خط عرض مكة (21.4° شمالًا) أثناء حركتها الظاهرية بين مداري السرطان والجدي.

وتعود هذه الظاهرة إلى ميل محور دوران الأرض بمقدار 23.5 درجة مما يؤدي إلى حركة الشمس الظاهرية شمالاً وجنوباً على مدار العام. فبعد الاعتدال الربيعي تتحرك الشمس شمالاً حتى تتقاطع مع خط عرض مكة في أواخر مايو ثم بعد الانقلاب الصيفي تبدأ في العودة جنوباً وتتقاطع معه مرة أخرى في يوليو.

وتتيح  هذه الظاهرة تحديد اتجاه القبلة بدقة عالية جداً في أي مكان في العالم، دون الحاجة إلى أدوات حديثة، فكل ما على الشخص فعله هو رصد موقع الشمس في السماء لحظة التعامد فالجهة التي تقع فيها الشمس تشير مباشرة إلى اتجاه مكة المكرمة.

واعتمد المسلمون هذه الطريقة التقليدية منذ قرون قبل اختراع البوصلة وهي لا تزال دقيقة وموثوقة حتى اليوم.

تم نسخ الرابط